الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في تاريخ بدايات ثورة كَولان  1976

بواسطة azzaman

قراءة في تاريخ بدايات ثورة كَولان  1976

فريد حسن

 

صدرت الطبعة العربية المترجمة عن اللغة الكوردية من كتاب ( تاريخ بدايات ثورة كَولان 1976) لكاتبه الباحث (اسعد عدو) ومن ترجمة بلند داؤود فيما قدم له وراجعه الاستاذ الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني الذي كتب مقدمة مدهشة لخص فيها الافكار الواردة في متن الكتاب والذي يُعد مصدرا مهما من مصادر تاريخ الكورد لان الكتاب يحمل شهادات من رجال صنعوا احداثها ان الكتاب يضم بصفحاته ال (152) صفحة من القطع المتوسط تراكما من مقابلات المؤلف مع عدد كبير وشريحة واسعة من قادة البارتي ورموزها ونخبة من صانعي الاحداث والشهود .

بالامكان تصنيف  الكتاب بانه توثيق لجوانب واسباب قيام ثورة كَولان في 26-5-1976 والذي كان امتدادا للثورة الكوردية واستجابة سريعة لنكسة الكورد في عام 1975 اثر اتفاقية الجزائر بين الحكومتين العراقية والايرانية حيث لم تمر اشهرا حتى قام الاصلاء من ابناء كوردستان بقيادة البارتي والبارزاني الخالد للرد على الاعداء من خلال اعادة تنظيم الصفوف وتفعيل النضال السياسي والعسكري .

ان ثورة كَولان كانت من نضح فكرة البارزاني وبقيادة البارتي لان الكورد عاشوا مرحلة مأساوية بعد نكسة 1975 حيث ارادت الدول تقاسم النفوذ والقضاء على الثورة الكوردية وتحطيم حلم الكورد في بناء مستقبلهم ، وان اتفاقية الجزائر عام 1975 بقدر مساؤها الا انها كانت من جانب اخر فاتحة خير لاستمرار الثورة فكانت كَولان اي بعد سنة وشهرين اوقدت الشرارة الثورية في النفوس الابية وبعزم وارادة قوية من قادة البارتي على تجميع قوى الشعب من اجل النضال ونيل الحرية ( عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فتحركت المفارز الاولى للبيشمه ركَة  في 25 أيار 1976 واطلقت الرصاصة الاولى ايذانا ببدء مرحلة نضالية جديدة اقوى واشد وبذلك فتح الكورد سجلا جديدا للتاريخ النضالي مضافا الى نضالاته السابقة كتبها ابناؤها بالدم واهات امهات الشهداء وهكذا جرت الامور رغم كل اجراءات العراق وايران وان قوات البيشمه ركَة اعادوا تنظيمهم وتمكنوا من كسر حاجز الخوف وضربوا بقوة على الجدار الحديدي الذي كان طوقا عليهم .

 ( ثورة الكورد لم تنته)

لقد قالها الزعيم  المرحوم الملا مصطفى بارزاني ان ثورة الكورد لم تنته حيث قال ( ان ثورة الكورد لم تنته وستعود اشد واقوى من قبل وسنظل نناضل وكلما ناضلنا اكثر فإن حقوقنا ستزداد اكثر لان نضالنا مشروع ولان حركتنا انسانية تحررية )

   ( المؤلف والصحافة)

إن مؤلف الكتاب (اسعد عدو) ليس مؤرخا بل هو معروف باهتماماته التراثية والفولكلورية وتحليله للملاحم والاغاني الكوردية القديمة التاريخية

(خذ الحقيقة من افواه الفاعلين)

ولكنه وبحكم ولوجه الحقل الصحفي وعمله فيها منذ عقود وقيامه باجراء وتحقيق المقابلات الشخصية مع المشاركين والمساهمين وذوي الادوار المهمة عسكريا وسياسيا في ثورتي ايلول 1961 وثورة كَولان 1976 حيث استفاد من تراكم المعلومات من خلال الاحاديث والمقابلات وكذلك اتصاله بشهود عيان شاركوا في احداثها وكانت لهم صولاتهم فيها ولهذا فإن الشهادات المسجلة تُعد وثيقة من افواه المشاركين والفاعلين الحقيقيين الذين كان لهم دورهم في هذه الصفحة المشرقة من تاريخ الكورد بقيادة البارتي .

  ( صفحات مشرقة )

ان الكتاب ومهما حاولت ان اتحدث عنه واستعرضه فلم استطع ان أفيّ حقه لان هنالك صفحات مشرقة وحديث مباشر وكم هائل من اللقاءات واسماء المشاركين في ثورة كَولان من كبار القادة السياسيين والعسكريين وتفاصيل اخرى مهمة ومعلومات عن ايام النضال ومواقع المقرات وانطلاقة المفارز وتعاونهم مع بعضهم بل وان ساحة الصراع كانت ممتدة وتقع ما بين جاح عمران بكل مساحتها وثقلها السكاني وتعدد قراها والى مناطق بادينان وصولا ومرورا بالحدود العراقية والسورية والايرانية بما فيها المدن والبلدات ومع كل ذلك فإن الثوار تمكنوا من اعادة ثقة الناس بالنضال الثوري ودعوتهم للانضمام لنصرة الثوار وعليه ان التفاصيل المهمة والدقيقة تحويها صفحات الكتاب ولعل اقتناءه يغنيك ويزيدك معرفة تفاصيل اهم .

 


مشاهدات 159
الكاتب فريد حسن
أضيف 2024/07/13 - 12:22 AM
آخر تحديث 2024/07/15 - 9:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 52 الشهر 6825 الكلي 9368897
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير