خبراء يأسفون لإلغاء مبدأ المواطنة عبر ممارسات تعمّق الطائفية

إستذكار ثورة 14 تموز بالدعوة إلى شراكة وطنية في إدارة الدولة

بغداد – قصي منذر

استذكر العراقيون أمس ، الذكرى السنوية على إعلان النظام الجمهوري في ثورة 14 تموز،بالدعوة الى شراكة وطنية في إدارة الدولة بما يعزز التجربة الديمقراطية. وقال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد في بيان تلقته (الزمان) أمس (استعاد الشعب العراقي الذكرى السنوية لثورة الرابع عشر من تموز وتأسيس النظام الجمهوري، لإدارة الحكم والسلطات على أسس ديمقراطية، وقد أقر الدستور ذلك ، الذي عبر عن الموقف الشعبي المتمسك بنظامه الجمهوري).

شراكة وطنية

 مشدداً على (أهمية المضي قدماً بنظامنا الديمقراطي والعمل على تحقيق الشراكة الوطنية في إدارة الدولة بين أطياف الشعب جميعا دون تمييز أو إقصاء والمشاركة الفاعلة في العملية السياسية بما يعزز إرادة الشعب، ويمنع عودة الديكتاتورية والتفرد باتخاذ القرارات، ويحقق مطامحه في بناء دولته الحرة الكريمة والمتقدمة، وترسيخ تجربته الديمقراطية وتوطيد حريات وأمن ورفاه المواطنين). من جانبه ، أعرب خبراء، عن اسفهم لالغاء العيد الوطني في قانون العطل الرسمية التي عدوها محاولة لتعميق الممارسات الطائفية. وقالوا في بيان أمس (نعيش الذكرى 66 لثورة 14 تموز، وتعتبر هذه الثورة من أهم الأحداث، التي غيرت التاريخ العراقي الحديث على جميع المستويات، رغم ما أصابها من نكسات عبر العقود الأخيرة).

 وأضافوا إن (الثورة تفجرت لأسباب موضوعية وتراكمات تاريخية، فقد واجه النظام الملكي في سنواته الأخيرة رفضا شعبيا بسبب الوضع المعيشي لغالبية الشعب وتحالف النظام مع الإقطاع والارتباط المباشر بالاستعمار، المتمثل بالمعاهدات التي كبلت العراق ببنود هيمنة جائرة على سيادته وموارده وقراره السياسي)، وشددوا على القول إن (إخفاق الحكومات العربية في حرب فلسطين عام 1948 والموقف الغربي من قضية فلسطين كان له أثر واضح على وعي الجماهير، كما رافقت هذه الأزمات مظاهر عديدة لاضطهاد الشعب والدفاع الواضح عن مصالح الاستعمار الإنكليزي، التي منها إجهاض حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 ضد الاستعمار البريطاني وإعدام قادتها، وملاحقة المعارضة، مثل زج آلاف المعارضين في السجون وإعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي).

ثورة مكاسب

 وأوضح الخبراء إن (الثورة حققت الكثير من المكاسب على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعيـــــة ، مثل الخروج من حلف بغداد ومنطقة الجنيه الإسترليني واتباع سياسة اقتصادية مستقلة وإصدار قانون الإصلاح الزراعي وتعديل الكثير من القوانين، التي كان هدفها إعطاء المرأة والطفل حقوقا أكبر، لكن للأسف، رافقتها سلبيات عدة مثل القضاء على العائلة الملكية من قبل التيارات المتداخلة في الجيش، الشيء الذي لم يكن مخططا له، وكذلك الصراعات التي جرت بين التيارات المختلفة، التي انتهت بانقلاب عام 1963 الدموي)، مؤكدين (ونحن نحتفل بالذكرى السادسة والستين للثورة، ما زال العراق يعاني من وطأة الغزو الأمريكي ، حيث تم تفكيك مؤسسات الدولة من الجيش والشرطة وحرس الحدود، مما أدى ذلك إلى ما نراه الان من التدخلات الأجنبية العلنية من قبل إيران وتركيا والولايات المتحـــــدة، وأصـــــبح الشعب يعانـــــي، بشكل مكثف من الفساد الإداري وسرقة الأمــوال العامة). واستــــطرد الخبــــــراء بالقول إنه (في سياق إلغاء الوطن ومبدأ المواطنة وتعميق الممارسات الطائفية والاثنية، وافق قبل مــــــدة قصيرة البــــــرلمان على قانون العطل الرسمية الـجديـــــــــد، الذي الغي العطلة الوطنـــــية الوحــيدة للعراقيين ، وهــــي عطــــلة 14 تمـوز).