زامل سعيد فتاح بوابة الأغنية الحديثة.. شاعر يملأ الحياة بكلماته الخالدة
بابل - كاظـم بهَـيًـة
زامل سعيد فتاح (1941 الشطرة - الناصرية) رائد من رواد الحداثة والتجديد في مسيرة القصيدة الشعبية ،ورمز متميز من رموزها المبدعة والذي ترك بصماته الواضحة والجميلة في سجلها الابداعي (كان بوابة الاغنية الحديثة) كما عبر عنه الشاعر الغنائي حسن الخزاعي ، نعم انه بابا واميرا لها فتوج بتاجها دون منازع استطاع ان يتميز بكتاباته للقصيدة الغنائية عن غيره فكما شهدت له مجاميعه الشعرية (المگير 1971) و(اعزاز 1974 ) و (ياشعبنه 1975 ) و(ليلك ليل ) تحت الطبع ولم يصدر في حينه بسبب رحيله المأساوي في العام 1983 ، فكتاباته تدخل قلوب الناس كل الناس دون استئذان لشفافيتها وترافتها ولملوحتها الطازجة :
غني روحي ..
الوادم الطيبين كثره
غني عمره المايحب الناس ..
ماضاك السرور بطول عمره
فمازال «زامل « خالدا وحاضرا بيننا بقصائده واغانيه التي بقيت في ذاكرة الناس والتي مثلت حضورا ابداعيا .فقدم بها اروع الصور الجميلة في كثير من الاغاني الذي عرف فيها وميزته عن غيره لشفافيتها وترافتها ولملوحتها الطازجة ، مثل : (چذاب ) و(المكير ) و(خوخ ) و(نسينه ياهوه ) و(هذا انه) و(شگول عليك ) و(فرد عود ) و(تكبر فرحتي ) و(اعزاز ) و(العب ياشوگ) و(القداح ) و(ديس العنز ) و(ياخوخ) و(نسينه ياهوه نسينه) و(هذا انه وهذاك انته) و(تكبر فرحتي بعيني) و(اريد اشريچ عيني السمره) و(اعزاز) و(القداح) و المگير هذه القصيدة الخالدة، التي اول من قدمها بعد ان انتقل من مدينته الناصرية الى العاصمة بغداد كمعلم في النشاط الفني لمديرية التربية، للمطرب ياس خضر وصاغ الحانها الملحن الراحل كمال السيد ، والتي اخذت صدى واسعا وماتزال تواصل حضورها المؤثر بين الشعراء خاصة والناس عامة ،لكونها كتبت بمعاناة معبرة عما يدور في قلبه الجريح الذي بقي ينادي ولكن دون جدوى:
مشيت وكل كتر مني
يجر بالحسره والونه
وعلى الرمله
وضوه الكمره
يناشدني ونشدنه
فضلا لكتابته للقصائد الوطنية ،التي اججت مشاعر كل عراقي في الداخل والخارج ،في اغنيته التي تفيض بالصدق والوفاء والانتماء الاصيل الى العراق ورفضه لكل خائن وفاسد في هذا البلد العزيز:
ماهو منه يا شعبنه
ولا له مسكن ويه اهلنه
ولا حلال اعليه ..مي دجلة وفرات
الما يصون ارغيفنه البيه الحياة
ترابنه يتبره منه
واحنه هم نتبره منه
الما يشد احزامه وي شدة حزمنه
فالراحل المبد ع زامل سعيد فتاح ،كتب قصائده باللغة المحلية المتطورة لغة عامة الناس ، معبرا فيها عن رومانسية الانسان، وبما يدور من شجن وحزن والام وهمومه التي تكمن في روحه العاشقة حتى رحيله :
ليلك ليل ..
مامر على بنادم ولك ليلك ليل
ليلك شماته وغربه ومرادس خيل
ليلك ربابه
بهيمه ..نگضها الويل
انه عاش معاناة منذ البداية حتى اخر حياته، فقصائده واغانيه تشعرك بذلك ،فروحه انهكها العشق وجفونه اذبلها السهر فزرع حتى اصبح ثمر :
ياليل ..
حيل اسحن بروحي سحن
ما گولن احاه واون
ياليل صدگ ما اطخلك راس ..
واشكيلك حزن
فحطن نجومك والگمر ..
بعيونك السوده اندفن
وانه اعلــــــــــــــه نغمات الربابـــــــه الطيف
..محبوبي ادگ
ودلالي فاحن هيل والهاون يرن
واصبع يطگ
لاهل العشگ
ياليل وك لاهل العشگ
واخيرا سكت قلبه العاشق في العام 1983 إثر حادث مروري مؤسف، ورحل عن هذا العالم رحلته الابدية تاركا اثرا ضخما من نتاجاته الشعرية، فطوبى لابن مدينة الحب والجمال الناصرية الذي ملأ الحياة بأغانيه الجميلة الخالدة على مر السنين.