بس إسمك نهر والماي مكطوع
مارد عبدالحسن
ذهب هذا النص الشعري مذهب الامثال وفيه اشارة واضحة لالبس فيها أن هناك من الناس في مظهره وفي ادعائه وفي علاقاته مع الناس يدعي العطاء من خلال سلسلة من الطروحات ، ولكن حين يصل الامر الى تسديد ماعليه من متطلبات للاخرين في اطار العلاقة بينهم وبينه لاتجد منه مايدل على الاهمية التي يدعيها ، أن الانهار كمسميات وحقائق وواقع وتاريخ ونعوت هي رمز العطاء كون الماءهو الحياة بعينها ولكن ماقيمة نهر ما اذا كان يحمل الاسم فقط ، وما قيمة نهر ما اذا كان وجوده يماثل وجود الارض البيات ( الارض الجافة ) ، أن نهرأ بلا ماء لايمكن أن يثير الانتباه وأن يحضى بالاحترام والتقدير الذي ينظر فيها الى الانهار الصادقة في واقعيتها ، أي الانهار التي تفيض بمائها على الاخرين ، الانهار بلا ماء تظل جرداء معزولة عن حالة النماء التي تتميز بها الانهار المعطاء فلا شجر على ضفافه لانه لايمكن ان يدعي الضفاف ، ولا كائن يأتي اليه يرتوي منه ولا أية دلالة على أنه ينبض بالحياة ، وهكذا أيضأ الكائنات البشرية رجالأ ونساءً الذين يتسلحون بالمظهرية الزائدة على أنهم كذا وكذا ، ولكن حين يتطلب الموقف الذي ينبغي أن يكون حضورهم فيه عطاء تجدهم على حقيقتهم بخلاء حتى في إنصاف الذين لهم حقوق عليهم الم يرد في الدعاء الايماني ( اللهم أعوذ بك من الجبن والبخل ) وكذلك الحقيقة الايمانية الكبيرة ( السخي حبيب الله ) ومن الدقة القول أن سخاء الانهار يمثل رأس القائمة في السخاء العام ، لأن المياه تديم الحياة ولك ان تتصور جمال البرية عندما تكون عرضة لنزول الغيث، المطر وقد سمي بالغيث لانه الاغاثة بعينها.