فم مفتوح .. فم مغلق
تصاعد أنين نهر دجلة
زيد الحلي
موضوع الاسبوع المنصرم من هذا العمود، الذي اشرتُ فيه الى حالة «نهر دجلة «حيث باتت ارضيته، ظاهرة للعيان، وملعبا للصبيان، واصبح ضعف جريانه حديث المواطنين في مجالسهم، أثار الكثير من التعاطف، وحصل على الاهتمام الكثير من المواطنين وهذا الامر، يتطلب من الدولة العراقية اتخاذ موقف حاسم، يتجاوز الخطابات والشعارات، إلى العمل الجاد لحماية ما تبقى من دجلة ، فالمياه التي كانت هبة دائمة، لم تعد كذلك، ولابد من استراتيجيات متكاملة تعالج المشكلة على أكثر من مستوى. أولهما المستوى الدبلوماسي، عبر حوار قوي وشفاف مع دول المنبع، وفي مقدمها تركيا وإيران، لضمان حقوق العراق المائية وفق القوانين والمعاهدات الدولية، فالعراق بلد مصب، ولا يمكن أن يبقى أسيراً لسياسات أحادية تتحكم في مصير شعبه.
أما المستوى الثاني، فهو داخلي، يبدأ من إصلاح البنية التحتية المائية التي تعاني الإهمال والتهالك، من مشاريع السدود إلى قنوات الري، ومن محطات المعالجة إلى شبكات التوزيع. لقد أضعنا سنوات في الجدل والتسويف، بينما الواقع يتدهور، والمزارع يترك أرضه عطشاً، والمواطن يواجه شح المياه في مدنه وقراه.
والمستوى الثالث لا يقل أهمية، وهو نشر الوعي الوطني حول ترشيد استهلاك المياه، ووقف الهدر الكبير الذي نراه في الاستخدام الزراعي غير المنظم، أو في شبكات الإسراف الحضري. إنّ دجلة لن يعود إلى مجده ما لم نعامله ككنز لا يعوض، لا كمجرى مفتوح للهدر والتلوث.
وانا اكتب سطوري هذه، لاحت امامي معلومات نقلها حاسوبي، وددت مشاركتكم فيها، وهي تقول « ان نهرا دجلة والفرات ينبعان من حوض الأناضول في تركيا، ويعبران تركيا وسوريا والعراق، وعندما يلتقي الفرات بنهر دجلة في القرنة شمالي البصرة يشكلان معا شط العرب، ونهر الفرات يمتد على طول 2780 كلم من منبعه بجبال أرمينيا حتى التقائه مع دجلة، منها 761 كلم في تركيا، و650 كلم في سوريا و1200 كلم في العراق. وتعتمد سوريا على نهر الفرات بنسبة 90 بالمئة، بينما تعتمد العراق عليه كليا. وعليه سدود عديدة منها سد طبقة في سورية وسدود الرمادي والحبانية والهندية في العراق.
أما نهر دجلة فطوله 1950 كلم منها 342 كلم في تركيا و37 كلم بمثابة حدود بين سوريا وتركيا، و13 كلم بمثابة حدود بين سوريا والعراق، و1408 كلم في العراق، وينبع هذا النهر من جبال طوروس في تركيا. ومن السدود التي أقيمت عليه في العراق سد الموصل والثرثار والكوت والعمارة.»
رحم الله شاعرنا الكبير الجواهري ، الذي قال في دجلة المغدور:
حَيّيتُ سفحَكِ عن بُعْدٍ فحَيِّيني يا دجلةَ الخيرِ، يا أُمَّ البستاتينِ
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين
Z_alhilly@yahoo.com