الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
باحث كردي يدعو لإعادة طباعة أعداد أول جريدة بالعراق

بواسطة azzaman

عماد رؤوف يلخص مغامرة إصدار «زوراء»

باحث كردي يدعو لإعادة طباعة أعداد أول جريدة بالعراق

باسل الخطيب

ناشد باحث تراثي كردي، الجهات المختصة بضرورة إحياء ذكرى أول جريدة صدرت بالعراق بإعادة طباعة إعدادها لتكون بمتناول الباحثين والمهتمين، مبيناً أن مركز (جين) لإحياء التراث الوثائقي والصحفي الكردستاني أعاد طباعة أول مئة عدد من تلك الجريدة.

ويحتفل الصحفيون العراقيون بعيدهم في 15 حزيران/ يونيو من كل عام، وهو ذكرى صدور جريدة (زوراء)، وهي أول جريدة تصدر في بغداد في مثل ذلك اليوم من عام 1869م.

وقال رفيق صابر، مدير مركز جين (الحياة) لإحياء التراث الوثائقي والصحفي الكردستاني، إن جريدة زوراء «تكتسب أهمية خاصة لا لكونها الأولى التي صدرت في عهد الوالي العثماني مدحت باشا (1822- 1883( حسب بل وأيضاً لكونها مرآة المجتمع العراقي والعالمي في زمانها»، معرباً عن «فخر المركز واعتزازه بإعادة طباعة أول مئة عدد من تلك الجريدة وإصدارها بمجلد أنيق قدم له البروفيسور الراحل د. عماد عبد السلام رؤوف بدراسة مستفيضة إيماناً منه بأهمية تلك الجريدة».

وأضاف أن جريدة زوراء تشكل «مصدراً مهماً لا غنى عنه لأي باحث في تاريخ العراق لما شهدته تلك المرحلة من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية لاسيما أن ما تتضمنه من معلومات لا يوجد في أي مصدر آخر»، مشيراً إلى أن فكرة المجلد «تستند إلى مشروع تبناه الراحل عماد عبد السلام رؤوف ووافق على قيام مركز جين بتنفيذه».

وأوضح صابر، أن جريدة زوراء «تنطوي على أهمية خاصة بالنسبة للكرد»، عازياً ذلك إلى أنها «وثقت الأحداث التي مرت بالمناطق الكردية لأول مرة منذ سقوط الإمارة البابانية (1649 - 1851)».

وأبدى مدير مركز جين، استعداد المركز «طباعة الأعداد الأخرى من جريدة زوراء إذا ما توافرت له»، مناشداً الجهات المعنية، لاسيما وزارة الثقافة ونقابة الصحفيين العراقيين «تزويد المركز بما يتوافر لديهم من أعداد الجريدة للتعاون بشأن إعادة طباعتها لاسيما مع ما يتمتع به المركز من خبرة عريضة في التعامل مع الوثائق والمراجع التاريخية وأن لديه أعداداً متفرقة منها».

 وذكر صابر، أن الإيرانيين «أعادوا إصدار طبعات أنيقة للصحف المحلية الأولى التي كانت تصدر خارج بلدهم ومنها صحيفة أختر التي كانت تصدر في مدينة إسطنبول التركية باللغة الفارسية»، مستغرباً من عدم مبادرة الجهات العراقية المعنية «جمع أعداد صحيفة زوراء وإعادة طباعتها لتكون بمتناول الباحثين والمهتمين».

وأكد على أن نشاط مركز جين «لا يقتصر على إحياء الصحافة الكردية حسب بل والعراقية أيضاً وأن خزائنه تحفل بأكثر من 2500 عنوان باللغات العربية والكردية والفارسية والتركية والأوربية كما تضم مكتبته أوائل الصحف العراقية التي صدرت منذ عشرينيات القرن الماضي مثل صحف العراق والاستقلال والنهضة وشط العرب»، لافتاً إلى أن المركز قام أيضاً بعملية «رقمنة أكثر من ألف جريدة كردية أو عربية».

مغامرة حقيقية

ومما أورده البروفسور د. عماد عبد السلام رؤوف، في دراسته القيمة عن جريدة زوراء، أن مشروع إصدارها شكل «مغامرة حقيقية» قرر أن يخوضها والي بغداد مدحت باشا (1 أيار/ مايو 1869- 6 حزيران/ يونيو 1870) إذ لم يكن سهلاً إصدار جريدة نصف أسبوعية بلغتين هما العربية والتركية، في بلد لم يعرف الصحف إلا من خلال ما كان يصله منها بأعداد قليلة تصدر في إسطنبول وبعض الولايات العثمانية القريبة، مضيفاً أنه لم يكن ثمة محررون، ولا طباعة، ولا طباعون ولا مطبعة، ولا موزعون، بل ولا قاعدة واسعة من القراء، ولا متابعون لما يجري في خارج بلادهم من شؤون.

وبين رؤوف، أن مدحت باشا، عمد إلى حل كل تلك المشاكل قبل أن يفكر بإصدار أول عددٍ من جريدته المقبلة، وقد أظهر قدراً واسعاً من الواقعية في معالجة الأمر، مبتدئاً من الصفر، حين شرع بإرساء الأسس المادية للمشروع واستجلب بعض الفنيين في شؤون الطباعة، وبدأ بتدريب الكوادر اللازمة لإدارة المطبعة التي ستتولى إصدار الجريدة، ولما لم يكن ثمة تعليم صناعي يمكن أن يتولى هذه المهمة، فقد أنشأ أول مدرسة لتعليم الصناعات باسم (مكتبي صنايع)، وكان أبرز أقسامها قسم خاص بتدريب الطلبة على ترتيب الحروف، وخلال وقت قصير تمكنت المدرسة من تخريج أول وجبة من الشبان المؤهلين للقيام بتلك المهمة، وتابع أن مدحت باشا، استعد لاستثمار الخبرات الناشئة منذ أن وصل إلى بغداد فقد صحب معه من استانبول آلات الطباعة وبضمنها حروف التنضيد، وجرى تأسيس المطبعة بسرعة في سرداب منخفض من دار قريبة من سراي بغداد ومن مكتب الصنائع، وأول ماكينة طباعة دارت لإصدار الجريدة ذات (سِلندر واحد) تدور بقوة البخار، وأضيفت اليها بعد سنة واحدة، ماكينة أخرى ذات سِلندرين، تعمل بالبخار أيضاً وبقوة 12 حصاناً، وتطبع وجهَي الورقة دفعة واحدة بطاقة 3000 ورقة في الساعة الواحدة، وكانت حروفها ترتب يدوياً.

وصدرت زوراء، بحسب الراحل عماد عبد السلام رؤوف، شاغلة أربع صفحات مساحة كل صفحة 40×28 سم، باللغتين التركية (العثمانية) والعربية، وكتب في صدر كل عددٍ منها أنها (تطبع في الأسبوع مرتين، يومي السبت والثلاثاء، وهي حاوية لكل الأخبار والحوادث الداخلية والخارجية)، وكتب في آخرها (طبعت في مطبعة الولاية)، ثم غُيِّر ذلك في أوائل القرن العشرين إلى (طبعت في مطبعة ولاية بغداد)، ثم (في مطبعة مكتب الصنايع ببغداد). وفي 1907 جرى تجديد ماكينة الطبع الوحيدة، وبعد أن كانت جميع الحروف من حجم واحد أصبحت هناك حروف بأحجام مختلفة، فضلاً عن توفير أحبار الطباعة وحجر ماكينة الليتوغراف التي تقوم بطباعة (الكلائش)، وهكذا حُلَّت مشكلة الطباعة.

مشكلات التحرير

وإذ صار ممكناً إصدار الجريدة، وفقاً لرؤوف، فإن مشكلة أخرى كانت تنتظرها، وربما هي الأصعب، ونعني بها إيجاد مِلاك من الكتاب والمحررين ذوي الخبرة في الكتابة الصحفية، ومتابعة الأخبار الداخلية والخارجية وغير ذلك مما تحتاجه الصحف عادة، ومن المؤسف عدم توافر معلومات عن الطريقة التي جرى فيها تذليل هذه الصعوبة، فعلى الرغم من أن بغداد كانت حافلة بالعلماء والمشايخ عهدذاك، وأكثرهم كان يتولى التدريس في مدارس تقليدية أو يتولى وظائف شرعية مختلفة، إلا أن طبيعة دراساتهم واهتماماتهم الثقافية كانت بعيدة كل البعد عن منهج العمل الصحفي وآفاقه ولغـته وأسلوبه.

وقد انتقدت زوراء، بعد أقل من سنة من صدورها، الصحف الصادرة في الولايات العثمانية لاعتمادها على أمثال اولئك العلماء أو المتعلمين في تحرير ما يُفترض أنه يخاطب فئات متنوعة من القراء، لهم اهتمامات تتجاوز الموضوعات الضيقة التي اعتادوا على التعامل معها. ثم أن هناك خبرات جديدة تستلزمها الأعمال الصحفية، أبرزها استقبال الأخبار من مصادر مختلفة، وإعادة صياغتها على مستوى ما يدركه الجمهور، وهو ما يقتضي وجود كُتاب محترفين يعرفون فن الترجمة من لغات عدة، أبرزها الفرنسية، وكانت يومذاك لغة الثقافة العالمية، ثم الإنكليزية، فضلا عن التركية طبعاً، والفارسية. ووجود مثل تلك الكفاءات عسير فعلا لا سيما في مجال معرفة اللغات الأوربية.ولا نعلم كيف تغلبت زوراء على هذه المشكلة، ودائماً بحسب البروفيسور عماد عبد السلام رؤوف، حيث لم تكن تنشر أسماء مُحرِّريها مطلقاً، وحتى تعليقاتها التي تعبر عن رأيها في مسألة ما كانت تكتفي بوضع اسم الجريدة عليها فقط دون أسماء كتابها الحقيقيين. والمرجح أن الجريدة استعانت بكفاءات محررين عرب، أو في الأقل مترجمين، من غير العراقيين، لسد هذا النقص.

وكان عدد من الصحف، لاسيما العثمانية منها، تعتمد في تغطية الأخبار الخارجية على قلم (مكتوبي) الولاية، وهو دائرة ملحقة بسراي الوالي تتولى تلخيص ما يَرد إليه من أخبار، إلا أن زوراء انتقدت الاعتماد على هؤلاء أيضا.

 وصرحت بأن هذه الجرائد «ما يمكن إصلاحها، والسبب في ذلك أن جرائد الولاية هي مُحوَّلة لقلم المكتوبي، والحال أن الأفندية الذين هم في القلم المذكور، بل نفس المكتوبي، ما يمكن أن يكونوا محررين».

إعلانات السلطة وأخبار

وكان على زوراء، كونها الوحيدة التي كانت تصدر في العراق عهد ذاك، كما نقل رؤوف، أن تتناول موضوعات مختلفة للغاية، فكان عليها أولاً نشر الإعلانات الرسمية، فقبل ظهورها لم تكن ثمة وسيلة لإيصال بلاغات الدولة الى مواطنيها الا عن طريق (المنادي) الذي يدور في الأسواق والميادين ليعلن بصوته ما كان يُراد إطلاع الجمهور عليه من أوامر وبيانات وإعلانات، فوفرت بذلك -لأول مرة- المجال للسلطة لأن تنشر إعلاناتها وأخبارها الرسمية على صفحات الجريدة مباشرة، ومنها نصوص القوانين (قانوننامة) والأنظمة (نظامنامة) الصادرة عن الدولة المركزية، والتعليمات الصادرة عن سلطة الولاية، أو دوائرها المختلفة.

وتحت عنوان (أخبار مخصوصة) نشرت زوراء أخبار الإدارة في الولايات العراقية، وأبرزها تعيين الإداريين والعسكريين وتنقلاتهم، وتصريحات الوالي بشأن برنامجه في ادخال الاصلاحات الضرورية في مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والعسكرية، مثل تشجيع الاستثمار، توحيد المقاييس، العملة، تحسين الزراعة، مكننة الإنتاج الزراعي، تنظيم المِلكية الزراعية من خلال تفوض الأرض بالطابو، إنشاء الشركات التجارية، أو الحث على إنشائها، تأسيس المصارف الأهلية، تشجيع الملاحة النهرية والبحرية، إنشاء أول شركة حكومية لتسيير البواخر من البصرة إلى الموانئ العثمانية والأوربية، تنظيم الملاحة في أنهار العراق، إجراء أول مسح عثماني لها، إنشاء المستشفيات الحديثة، تحسين شؤون المواصلات، تنظيم عملية التجنيد عن طريق القرعة ومساعي السلطة في توطيد الأمن والقضاء على الفوضى هنا وهناك، العناية بالعلاقات المتحسنة بين الدولة وإيران، لاسيما من خلال زيارة الشاه ناصر الدين القاجاري للعراق سنة 1286 هـ/1869م وهي الزيارة التي شغلت اهتمام المسؤولين في اسطنبول وبغداد إلى حد كبير، وما إلى ذلك من شؤون.

تغطية محلية وعالمية

ولم تقتصر زوراء، بحسب رؤوف، على متابعة الشؤون الداخلية حسب، إنما عنيت بالقدر نفسه من الاهتمام، باطلاع قرائها على ما كان يجري في العالم من متغيرات واكتشافات وحوادث، من خلال ما كان يصل إليها من صحف وبرقيات وتقارير، في باب (مواد عمومية) ثم في باب (حوادث خارجية)، وبذلك صار متاحاً للقارئ العراقي الاطلاع على التمدد الروسي في آسيا الوسطى، والصراع بين روسيا وانكلتره هناك، والسيطرة الانكليزية في الهند، وإنشاء قناة السويس، والاحتفال التاريخي بافتتاحها، واحتلال فرنسا لبعض أقطار المغرب العربي، والعلاقات الفرنسية- البريطانية، والحرب بين فرنسا وبروسيا سنة 1870، وقيام الوحدة الألمانية، وتداعيات حرب القرم، والاستعدادات لحروب مقبلة، ومنها التعريف بالأسلحة الجديدة، وموقف الدولة العثمانية من كل ذلك. وعقدت مقارنات ذكية عما تملكه الدول من سلاح وأساطيل ومقاتلين، الأمر الذي أسهم في كسر عزلة الإنسان في العراق عما يجري حوله من متغيرات متسارعة، وساعدته على توسيع آفاقه المعرفية، وخلق نوع جديدٍ من الوعي لم يألفه من قبل

 وأثارت دهشته ذلك التطور في مجال العلم والاختراع والاكتشاف، وهو الذي لم يتعود إلا ما اعتاد عليه من معلومات بلى أكثرها منذ قرون.

•             وجهات نظر متعددة

وفضلاً عن ذلك، يورد رؤوف، فقد حرصت الجريدة على تقديم وجهات نظر متعددة تجاه الأحداث الجارية من خلال عرضها لما كانت تتابعه الصحف العثمانية، منها مثلا: الترقي، عصر، مِرقات، لا تركي، روزنامه الحوادث، حوادث، حقائق الوقائع، المميز، جريدة عسكرية، الفرات، ديار بكر، دلال، الجوائب، وصحف فرنسية وبلجيكية وإنكليزية وهندية ومصرية وتونسية وإيرانية وغير ذلك، مما شجع القارئ على تكوين وجهة نظره وزيادة وعيه السياسي، ولم تتدخل الجريدة في تقديم صورة أحادية للحدث إنما كانت تكتفي بذكر وجهة نظرها بشكل تعليقات مستقلة تلي نشرها له تحت عنوان (الزوراء) أو (مطالعة). بل أنها انتقدت على نحو لاذع ما كانت تلجأ إليه جرائد اسطنبول في اعتمادها على ترجمة المواد الصحفية عن الصحف الأجنبية مباشرة دون أن تتثبَّت بوسائلها من صحة ما تترجمه، فدعت إلى ضرورة ايجاد (مراسلين) تُسمّيهم (مُخبرين)، في كل العواصم المهمة ليمدوها بصورة ما يجري في تلك البلاد من حوادث، فيتسنى للقائمين على للجريدة «أن يطبقوا أوراق المُخبرين على ما يرونه مسطوراً في الجرائد لأن كل جريدة تخدم غرضاً على حدة». من ذلك مثلاً أنه حينما نشرت اقتباسات من الصحف الأوربية التي كانت تتحدث عن انتصار فرنسي على بروسيا في أثناء حرب 1870 بين الدولتين، عادت هي فبينت شكها فيما نقلته، قائلة: «وحيث أننا ما وردنا من مخبرنا المخصوص بحث في هذا الخصوص، فصحة هذا الخبر لدينا ليست هي في درجة علم اليقين، فقط حسبما ذكرته الجرائد».

•             أول مكتبة في سوق السراي 

ورغبة في توسيع قاعدة متلقيها، وفقاً لرؤوف، عمدت إدارة زوراء إلى تشجيع القراء على الاشتراك فيها لمدة سنة أو ستة شهور، كما سعت إلى توصيل الجريدة إلى أيدي قراء عديدين في خارج بغداد أيضاً، وذلك مقابل مبلغ إضافي قدره 25 قرشاً هو أجرة البريد الى «سائر المحال والأمكنة».

وكانت قيمة الزوراء معقولة بالقياس إلى أسعار ذلك العهد، فبلغت 60 بارة للنسخة، و70 قرشا عن أعداد سنة كاملة، و40 قرشا عن قيمة ستة أشهر، ثم حدث تغيير طفيف فبلغت 50 بارة لكل نسخة، و100 قرشا لسنة، 70 قرشا لستة أشهر عن «مصاريف الطبع وكلفة الكاغد».

ولما كان بيع الجريدة يجري في المطبعة مباشرة، فقد قام أحد الوراقين بافتتاح مكتبة في سوق السراي تحمل اسمها، اختصت ببيع الجريدة لطالبيها مباشرة، فكانت هذه المكتبة أول مكتبة تفتح في هذا السوق وهو ما أدى إلى تحوله بسرعة إلى سوق متخصص ببيع الكتب والجرائد. ولا شك في أن اختيار سوق السراي مكاناً لهذه المكتبة كان موفقاً لأن أكثر جمهور قراء الزوراء هم من فئة المتنورين الجدد، الذين عرفوا بالأفندية من موظفي السراي نفسه، وما يحيط به من مدارس حديثة، مدنية وعسكرية، تكتظ بالطلبة والمدرسين. وفي عام 1319هـ/ 1902م قررت الزوراء زيادة ايراداتها ففرضت، من خلال سلطة الولاية، على الموظفين «الذين تتجاوز معاشاتهم 300 قرش ينبغي أن يشتركوا في جريدة الولاية».

ومنذ الأعداد الأولى، فتحت الزوراء صفحاتها لاستقبال رسائل القراء، ومقالاتهم، ومقترحاتهم أيضاً، ولم تكتف بنشر ذلك حسب، إنما كانت تعلق على ما ينشرون من آراء وتناقشهم فيها، فكانت هذه آصرة جديدة قربتها إلى قرائها.

•             تعلم العربية فريضة

ويلاحظ أن جريدة زوراء، بحسب البروفيسور عماد عبد السلام رؤوف، جعلت من تعلم العربية (فريضة) تتقدم على تعلم التركية، وأي لغة أخرى، فقالت «ألا وإن بلاغة اللسان العربي مستغنية عن العرض، فتحصيله من الفرائض، والتركي هو اللسان الرسمي فتعلمه أيضاً من اللوازم، والفرنسية والإنكليزية أيضاً مستعملة في التجارة الشرقية ولهذه الجهة أن تعلمه من المقتضيات، أما الكلدانية والسريانية والأرمنية فهي ألسنتنا الملية (أي الوطنية) فكذلك يقتضي معرفتها، ومن ثمة اننا الآن لا زلنا نجعل التلامذة يحصلون فنون هذه الألسنة وعلومها».

ومما يُحسب للجريدة أنها على الرغم مما كان يعتور عباراتها، لاسيّما في سنّي صدورها الأولى، من ضعف أحياناً في الصياغة، وركة في التعبير، إلا أنها كانت خلواً من الأخطاء النحوية.

وقد استمرت زوراء بالصدور بانتظام حتى سنة 1915 وبدء عملية احتلال الانكليز العراق في الحرب العالمية الأولى وانتهاء عهد الإدارة العثمانية في العراق، وعلى الرغم من انتظام صدورها في خلال هذه المدة، إلا أن تغيرات حدثت في مسيرتها، أهمها إلغاء القسم العربي منها أحياناً، والضعف الذي طرأ على تحريرها من وجوه عدة.

 

 


مشاهدات 577
الكاتب باسل الخطيب
أضيف 2024/06/15 - 3:26 AM
آخر تحديث 2024/12/22 - 11:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 355 الشهر 9537 الكلي 10065632
الوقت الآن
الأحد 2024/12/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير