لا ضرَر ولا ضرار في الإسلام
حسين الصدر
-1-
الإسلام دينُ العدل والانصافَ ولا مكان فيه لضرر ولا إضرار
وهناك قضية معروفة وقعت أيام الرسول (ص) بين رجل من الأنصار وبين ( سمرة بن جندب ) الذي كان له عذق نخلة في بيت الانصاري ، وكان يأتي الى دار الانصاري ويدخلها بلا استئذان .
وحين طالبه الانصاري بالاستئذان حين الدخول الى منزله لم يكترث لقوله، الأمر الذي دعا الانصاري الى أنْ يشتكيه عند الرسول (ص)، فاستدعى الرسول (ص) سمره وأمره بالاستئذان فرفض سمره وقال :
كلا
فهذا عذق نخلتي ولا استأذن، وبهذا كشف عن معدنه حيث خالف الرسول (ص) ولم يستجب لأمره .
فقال له الرسول (ص) – وهو يريد فض النزاع - بِعْني هذه الشجرة فرفض ( سمرة ) البيع
فقال له الرسول (ص) :
أعطينها ولك مثلها شجرةٌ في الجنة
فرفض أيضا
وعندها التفت النبي (ص) للانصاري وقال له :
يا هذا
امض واقلع النخلة ،
وارم بها في وجهه .
وقال لسمرة :
انّك رجل مضار ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام
-2-
وسمرة بن جندب هو الذي استخلفه ( زياد بن ابيه ) على البصرة فقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من محبي امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) .
-3 –
دخل على ( سمرة ) أحدهم فوجد عنده خمرا فقال له :
يا سمرة :
يُؤتى لك بالخارجي فيقال لك :
هذا خارجي فتقتله وبعد ذلك يؤتى لك بآخر فيقال لك :
لقد شُبّه علينا فهذا هو الخارجي وليس مَنْ قتلتَ .
فكيف تواجه الله ؟
فأجابه :
من كان من أهل الجنة يذهب الى الجنة .
ومن كان اهل النار فالى النار
وهكذا كان يستهين بالدماء والأرواح .
-4-
ورغم كل هذا المسار المشؤوم هناك مَنْ ينظر الى ( سمرة ) نظرة تقديس واحترام ..!!
وعلى العقل والعدل والقيم السلام .