نصب الأصبع

عبد الكريم الزيدي

أثار في بغداد وأمام واجهة إحدى الفنادق في الجادرية سخطاً شعبياً وفنياً وعلى منصات التواصل الاجتماعي لنصبٍ فني يرمز الى الأصبع وتحدثت الأوساط الثقافية والفنية عن أستغرابها لرمزية هذا النصب خاصة وانه يقع واجهة لفندق كبير داخل بغداد ..ولعلنا هنا وبعيداً عن التطرف والتحيز في قبول أو رفض فكرة إنشاء هذا النصب الذي جاء بعبارات غاضبة ومستاءة من قبل نقابة الفنانين العراقيين بكتاب نقيبها إلى الهيئة الوطنية للأستثمار لموافقتها على الإنشاء دون الرجوع إلى مرجعية الفنانين العراقيين والذي استند فيه على مخالفة توجيهات الأمانة العامة لمجلس الوزراء بهذا الخصوص..

نقول أن ألنصب والتماثبل ذائقة فنية لها دلالات ومعاني شمولية ربما تخلد تاريخ وحضارة البلد وتعكس صورة بنائه وتكوينه وحين نتكلم على بلد مثل العراق يتوجب علينا التوقف ملياً عند تاريخه وحضارته وامجاد تراثه العريق الذي اخذ عنه عنوانه واسمه بين حضارات العالم قديما وحديثاً  ، ولعل هذه الظاهرة المستهجنة والغريبة هي التي دعت لمثل هذا الاستنكار والرفض جماهيريا وقادت بنقابة الفنانين العراقيين لمثل هذا الخطاب .. أن العراق بلد غني بكل موروثه الثقافي والفني والحضري وهو لا يحتاج إلى مثل هذه الدلالات أياً كان مبررها لتقام في واجهات الساحات والابنية والفنادق وإن من المفيد ان يعود الدور الفني للعراق كما عهدناه أصيلاً معبّراً وهادفاً لتخليد شواخصه ومعانيه وتاريخه  ، وأن تأخذ الجهات والمؤسسات ذات العلاقة على عاتقها تبني الفكرة والموضوع والدلالة قبل السماح لأي جهة خارجية قد تسيء عن قصد أو دونه إلى المعاني والدلالات التي تعبر عنها في الأماكن العامة والمرافق الحيوية في بغداد وسواها وأن يكون العمل خاضعاً لكل المقاييس والمعايير الفنية من مادة الخام والشكل والصورة والرمزية  ، ونحن هنا لانعني نصب الأصبع فحسب بل نتعداه إلى كل الرموز والواجهات والرسوم التي تزين شوارع وساحات ومرافق بلدنا العزيز ..