إنخفاض مناسيب المياه مع بدء الصيف بسبّب التغيّر المناخي

دعوات عاجلة إلى إنقاذ الأهوار من الجفاف وإنعاشها بإطلاقات كافية

بغداد - ابتهال العربي

دأت درجات الحرارة، بالارتفاع، مع اقبال الصيف، مودعين موسم الامطار الوفير، الذي رفع خلال الأشهر الماضية مناسيب الأنهار، وغذى مياه الاهوار بعض الشيء، بحسب وزارة الموارد المائية. وذكر خبراء في مجال المياه، امس ان (الاهوار وصلتها نسبة قليلة من المياه، وهي تحتاج الى ما يسد ضمأها، على الرغم من تعاقب الموجات الفيضانية والسيول التي شهدتها مناطق شمال والجنوب، والمستمرة حتى الأسابيع الماضية).

حرارة شمس

مشيرين الى (سحب حرارة الشمس المياه من الاهوار، بصفتها مسطحات مفتوحة، حيث ان عملية التبخر تأكل الجزء الأكبر من مياه المسطحات)، واكد الخبراء ان (الوزارة لم توجه كميات كافية لانعاش الاهوار، وتغذيتها من الموجات الفيضانية الأخيرة)، من جانبه، ذكر رئيس منظمة طبيعة، جاسم الأسدي ان (الإطلاقات المائية إلى الهور القادمة من عمود الفرات بدأت بالانخفاض منذ عشرين يوماً، وهو أمر يبعث على القلق ما لم تتخذ إجراءات مناسبة لإعادة إطلاق المياه لهذا الهور، وتعويض الخسارة الحاصلة جراء التبخر، وذلك لارتفاع درجات الحرارة، لاسيما أن الهور يعد من أهم المراعي التي يعتمدها سكان المنطقة، ويضم أنواعاً عديدة من النباتات الطبيعية)، وأعرب الأسدي عن (أسفه لكون معظم مناطق الأهوار لم تستفد من موجة الفيضانات)، لافتاً الى ان (الوزارة كانت قد أعلنت في وقت سابق تمرير الموجة الفيضانية الواردة من  سد الموصل الى بحيرة الثرثار، عبر ناظم الثرثار، واستثمارها لتعزيز الاطلاقات في نهر الفرات، لكن الاهوار لم تحصل على أي تدفقات مائية، بحسب قوله)، وتساءل الاسدي عن (عدم تعزيز تصريف المياه إلى الأهوار مع بدء الصيف، وعمود الفرات عند الچبايش في انخفاض ملحوظ منذ أكثر من شهر، وهو المغذي الأساسي لكل من الأهوار الوسطى، وهور الحمار الغربي). واخذت مؤشرات تراجع منسوب المياه في اهوار الجنوب تزداد، بسبب عملية التبخر نتيجة لارتفاع الحرارة، وإنخفاض إطلاقات المياه إليها، لاسيما من حوض الفرات ومؤخر النواظم الذيلية في گرمة بني سعيد، والمؤثرة بشكل مباشر على كل من الاهوار الوسطى، وهور الحمار الغربي، بحسب منتدى سوق الشيوخ البيئي والمجتمعي. واستغرب المنتدى في بيان تلقته (الزمان) امس بشأن (متطلبات تسجيل الاهوار على لائحة التراث العالمي وخطة إدارتها من جهة، وتوفير حصة مياة محددة لها بموجب استراتيجية الأراضي والمياه في العراق، والمسماة سورلي، وسيناريوهات إدارة الجفاف الواردة فيها من جهة أخرى)،

ارث حضاري

مبيناً ان (اهوار العراق وما تحمله من ارث حضاري وتنوع طبيعي واحيائي يستلزم على الجهات المعنية الانتباه لمناشدة سكانها وتلبية احتياجاتهم المائية، وشغفهم بجذورهم وهوياتهم، كما تشكل الاهوار مردوداً اقتصادياً مهماً، وهي من أجمل الهويات البصرية والطبيعية للسائحين)، وشدد المنتدى على (ضرورة ان تمضي الحكومة بتخصيص حصص مائية لتعويض النقص الحاصل في منسوب الاهوار الوسطى، وهور الحمار الغربي، واهوار ام الودع والجبايش)، مطالباً (بأنشاء ناظم الصدر للقناة الرابطة بين عمود المصب العام وهور الكرماشية، ومعالجة المياه من التلوث بموجب دراسة الأثر البيئي المقدمة إلى هيئة المستشارين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، من قبل منظمة طبيعة العراق عام 2009، بموجب التكليف)، واكد البيان (أهمية تحديث خطة الإدارة وتطبيقها، وإشراك ممثلي المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة، استناداً اىل ما جاء في التوصية الرابعة من قبل اليونسكو في اجتماعها الاربعين في إسطنبول، تموز 2016)، لافتاً الى (وجوب التحرك الحكومي بإجراءات عاجلة في زيادة اطلاقات المياه العذبة للاهوار، قبل فوات الأوان، بالتزامن مع تأثيرات جفاف لثلاث سنوات التي ما زالت قائمة، ولم تشف الاهوار منها بعد)، وتابع ان (واقع المياه يحتاج الى سياسة جديدة، وترك الحلول الوقتية التي لاتثمر، ما يحتم على الحكومة الاهتمام بهذا القطاع المهم، والنظر في جفاف الاهوار وانهاء معاناة سكانها، بسبب تراكم موجات الجفاف والتغيرات المناخية في السنوات الأخيرة).