الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السُرّاق قديماً وحديثاً

بواسطة azzaman

السُرّاق قديماً وحديثاً

حسين الصدر

 

-1-

تبرز السرقة كاحدى الجرائم الذميمة التي يحترفها البعض ويعتبرونها وسيلتهم للحصول على المال ، فيما يضطر اليها البعض الاخر وهم لها كارهون .

-2-

السارق المحترف لئيم ظالم لا يرق قلبه على المسروق منهم، ولا يُعير اهتماما لما يعانيه المسروقون من أوجاع لسرقته، بينما يبقى السارق المضطر محتفظا بانسانيته .

-3 –

حدّثني أحد الاحبة أنَّ عقيلة الدكتور المرحوم زهير البحراني وهي طبيبة شهيرة اسمها ( الدكتورة فائدة كابان ) كانت قد وضعت كل ما تملك من حلي ومجوهرات ثمينة في عُلبة من العلب ، وأخفت هذه العلبة في كيس الرز الموضوع في مطبخ الدار .

واتفق أنْ سطا أحدهم على المطبخ واخذ كيس الرز .

كان ذلك في فترة الحصار الظالم الذي فرضه الاستكبار العالمي على العراق بعد غزو الطاغية المقبور لدولة الكويت الشقيقة .

وكانت هذه السرقة موجعة للغاية لا لأن المجهرات ثمينة للغاية فقط بل لانها تحمل ذكريات حلوة عن أعز الناس اليها فهي هدايا الاب والأم والأعزاء .

مرت أيام على هذه السرقة واذا بالباب يُطرق، وحين فتح الدكتور زهير البحراني الباب وجد رجلاً يقول له :

أنا لست سارقا محترفا ،

لقد سرقتُ منكم كيس الرز لأني عجزت عن توفير الرز لاولادي، وقد عثرت على هذه العلبة في داخل الكيس فرأيت من الواجب ان أرجعها اليكم مع الاعتذار  .

يقول الراوي :

لقد شكره الدكتور زهير البحراني وقال له :

انا على استعداد تام لتأمين ما تحتاجه لعائلتك فلا تتردد باخباري عما تُريد في المستقبل .

وهكذا كشف هذا السارق المضطر عن أخلاقية مغايرة لأخلاقية محترفي السرقة .

-4-

وحتى بعض محترفي السرقة قديما كانوا لا يخلون من التحلي بالقيم .

وهنا تنقل القضية التالية :

استيقظت احدى السيدات من نومها بعد أنْ سمعت حركة غير مألوفة في المنزل كان قد أحدثها السارق الداخل الى المنزل ليلا فصاحت بابنها :

قم يا بني وساعد خالك، وبمجرد ان سمع السارق صوتها ترك ما سرق وغادر المنزل خجلا من ان يسرق ببت اخته ..!!

-5-

ونحن في العراق الجديد اليوم نشهد تكاثر السُرّاق للثروة الوطنية بعيداً عن الإحساس او الالتزام بأية قيمة أخلاقية .

لقد نهبوا ومازالوا ينهبون المال العام وهو مال اليتامى والأرامل والمساكين والفقراء والمستضعفين من المواطنين العراقيين دونما وَجَلٍ او خجل، وتتستر العصابات السارقة كل على الأخرى، في مسار محموم بشع يعكس ما يحمله السرّاق اللئام من تنكر لكل القيم الدينية والأخلاقية والوطنية .

-6-

واذا كان هؤلاء السراق قد أفلتوا من العقاب في الدنيا – ولن يفلتوا اذا ما طاردهم الشعب ودفع بهم الى القضاء لينالوا جزاءهم – فانهم لن يفلتوا من عقاب الله الوخيم لكل سارق لئيم ولكل معتد أثيم .

 

 

 

 


مشاهدات 319
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/06/03 - 10:26 PM
آخر تحديث 2024/07/21 - 3:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 89 الشهر 8881 الكلي 9370953
الوقت الآن
الأحد 2024/7/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير