الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الصف التمهيدي.. خطوة تستحق المحاولة

بواسطة azzaman

الصف التمهيدي.. خطوة تستحق المحاولة

حامد الزيادي

 

لا ينكر ان للمرحلة التي تسبق التحاق الأطفال في سن السادسة إلى المدرسة أثر نفسي وعملي في بناء شخصية الطفل واعداده بالشكل الذي يؤهله استقبال الصف الأول بكل اريحية واستعداد عال ويختصر فترة زمنية مهمه تستنفذ الوقت والجهد من معلم الصف الأول في حال عدم توفر هذه المرحلة، وطبعا لو تم تامين كافة الاحتياجات حتى لو بشكل متدرج واعتباره  مشروع حيوي للعملية التربوية  ستكون النتائج مثمرة وباهرة، ويفترض ان عمليات التقويم  لا تتوقف في تصحيح المسار التربوي  وتبني الأفكار والمقترحات الهادفة والواقعية والاستمرار بالبحث عن بدائل وحلول تعالج هذه الفجوات والاخفاقات التي تحصل ، وقد أثبتت الدراسات والوقائع حاجة الطفل للمرحلة التمهيدية في  عملية النمو والتطور الذهني والنفسي لتحقيق انطلاقة كبيرة في عملية التعليم والاستيعاب والتفاعل مما يعني ضرورة توفير (الصف التمهيدي) بشكل واسع ومنظم ليكون بوابة التعليم والخطوة الاولى فيه مما يفرض على الحكومة التخطيط السليم وايلاء الأمر الأهمية القصوى، وانطلاقا من الحرص الوطني في طرح الأفكار والروئ لمساعدة المعنيين في معالجة المشاكل والازمات من التي تلزمنا التحرك والتحري كون التعليم هو العمود الفقري للدولة ولا يمكن الاستغناء عنه تحت اي ظرف ، لذا نطرح مقترح قابل للتعديل والتغيير   ومناقشته من قبل الجهات المعنية للخروج بمعالجة عملية تخدم العملية التربوية.

صف تمهيدي

المقترح هو : فتح (الصف التمهيدي ) في المدرسة  ليكون صف تمهيدي يقوم بمهام استقبال الأطفال دون سن 6 سنوات إلى سن 5 سنوات يخصص له كادر ومنهج خاص من أجل إعداد الطفل عبر برنامج شامل نفسي وعلمي ورياضي واعطاء المدرسة دورها الكامل المحوري في بناء الجيل وتحمل رعايته، لتكون هذه  المرحلة تمهيدية ومدخلية للصف الأول ، وقد جاء هذا المقترح للحاجة الماسة للخطوة التمهيدية للمرحلة الابتدائية في بناء شخصية الطفل واستثمار الوقت من تأهيله ببعض المتطلبات النفسية والمادية التي تجعله تلميذ مؤهل ومتفوق في الصف الأول الابتدائي، حيث نجد الرغبة الشديدة واللهفة العارمة عند الأطفال للذهاب إلى المدرسة مع إخوتهم واقربائهم لدرجة التعلق وهذا واضح من خلال تزايد حالات

(المستمعين) حيث ترد المدارس طلبات كثيرة من أولياء الأمور لقبول ابنائهم (كمستمعين) عندهم، فيما قيد القانون السن المقبول لقبول الأطفال في المدارس الابتدائية بعمر 6 سنوات مما أدى إلى حرمان الكثير منهم حتى لو كان النقص شهر واحد او ايام معدودة من الانخراط بالمدرسة يضاف لهم وجود أعداد هائلة من الأطفال فوق سن 5 سنوات يحتاجون لبيئة تعليمية تناسب أعمارهم وتمنع تواجدهم في الشارع او في المنزل او محلات اللهو مما يعني اهمال فئة عمرية حساسة يكون محل وجودها هو (الصف التمهيدي ) تجري في عملية التهيئة للقابليات  والقدرات بشكل منظم ومنسجم، وهنا نرى أهمية تأمين الحاجة الكافية من الصفوف التمهيدية بشكل موازي  مع الصفوف الأولية في المدارس، وبما أنه هناك نقص كبير بالمدارس أصلا لذا نقترح برنامج طويل ومفصل لحل هذه الأزمة تعتمد على ما يلي :

1- تخصيص صف تمهيدي لاستقبال الأطفال من عمر 6 سنوات نزولا إلى 5 سنوات في المدارس التي تتوفر فيها صفوف شاغرة يتم تأمين احتياجاتها من الكوادر والتجهيزات والمتطلبات اللازمة

2- تكليف كوادر تعليمية تكون مسؤوليتها تعليم وتربية هذه الفئة العمرية ويتم اعدادهم لهذا الغرض

والاختصاص ويتم اختيارهم وفق المهارة والكفاءة

3- يعتمد الموقع الجغرافي حصرا في استقبال الأطفال لخلق جو نفسي لقرب المدرسة من السكن ومرافقة إخوتهم واقربائهم لهم وتواصل اهليهم معهم 

4-يكون التقديم اختياري في بداية التجربة

5- تتكفل الحكومة بتامين احتياجات هذه الصفوف من وسائل تعليمية ولعب أطفال  وتغذية مدرسية .

ونعتقد عندما نحقق هذا الهدف سنجني الفائدة الكبيرة من هذه الخطوة ونبين ذلك بالنقاط التالية :

1- استغلال البنايات المدرسية الموجودة

2- استيعاب أكبر عدد من الكوادر التعليمية وزيادة الحاجة لإعداد إضافية منهم

3- توفير الاعداد النفسي والمادي للطفل عبر فترة زمنية مريحة وكافية مما يساعده على التفوق في مرحلة الصف الأول بكل كفاءة ومهارة وتجاوز حالات الخوف والخمول التي تستنفذ وقت معلمي الصف الأول

4- التخفيف عن كاهل اولياء الأمور في تأمين تواجد هذه الفئة العمرية في المدرسة بدل تواجدهم في الشارع او المنزل

وهنا نقول قد تعترض الفكرة  بعض السلبيات التي يمكن معالجتها لو توفرت النية الصادقة عند المعنيين فقد يتعذر البعض من تطبيق الفكرة لكثرة إعداد التلاميذ وعدم توفر الصفوف الكافية أو الكوادر الكافية أو الخوف عليهم من قبل أولياء الأمور لصغر سنهم أو  صعوبة التعامل معهم، نقول ان المشروع طموح وقابل للتعديل والتغيير بما يتوافق مع تأمين حاجة الأطفال  للصف التمهيدي  ومدى اهميتها كما تتحمل الحكومة واجبها في تعديل القانون لما يتوافق مع المرحلة  وضرورة ربط الطفل بالمدرسة كونها الحاضنة الأم بعد البيت لتقويم وتنظيم سلوكهم بالشكل الصحيح والهادف، فتبدا التجربة في اختيار عدد من المدارس في رقع جغرافية متعددة  على شاكلة مدارس اليافعين او المسرع او اي ترتيب يراه المعنيين ثم تتوسع التجربة لحين تأمين ألبنايات اللازمة  ضمن المرحلة الابتدائية.


مشاهدات 1012
الكاتب حامد الزيادي
أضيف 2024/06/01 - 12:34 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 351 الشهر 11475 الكلي 9362012
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير