الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إستذكار نكبة 1948 دون أسبابها الرئيسة

بواسطة azzaman

إستذكار نكبة 1948 دون أسبابها الرئيسة

عبد الحليم الرهيمي

 

مّرت قبل ايام الذكرى السادسة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 والتي تمثلت اولاً بصدمة الفلسطينيين والعرب باعلان دولة اسرائيل بهذا اليوم والتي تبعتها اقتراف المنظمات الصهيونية الارهابية المسلحة مثل الهاغانا والارغون قمع وتشريد وتهجير الفلسطينيين داخل ارض وطنهم وخارجها والتي أستمرت حتى بداية عام 1949 وبلغ عدد المشردين والمهجرين اكثر من 750 الف فلسطيني . وبدءاً من اليوم التالي بعد قيام دولة اسرائيل دخلت وتمددت الجيوش العربية لسبعة دول سميت بـ (جيش الانقاذ) بقيادة اللواء السوري قهوجي ثم اعلنت الامم المتحدة الهدنة عام 1949 .

اعلان امم

لقد وقعت الصدمة والنكبة وما تلاهما من أرتكاب (جيش الدولة) الاسرائيلية جرائم وفضائع القمع والتهجير ، بعد اعلان الامم المتحدة قرار تقسيم الذي حمل رقم 181 في 29 تشرين الثاني نوفمبر عام 1947 وأذ عبر اليهود عن أبتهاجهم وفرحهم الكبير بصدور القرار باعتباره خطوة نحو احتلال جميع الاراضي الفلسطينية تحت خرافة (ارض الميعاد) واعترفت الامم المتحدة بدولة اسرائيل في العام التالي 1949 باعتبارها عضو كامل العضوية في المنظمة الدولية ، استقبل الفلسطينيون والعرب قرار التقسيم بالرفض والغضب والتآسي وبالشعارات الحماسية والغضب متجاهلين عدم امكانية تراجع المنظمة الدولية عن قرارها الذي اصبح واقعاً رسمياً دولياً وذلك فضلاً عن التنبه لما فعله اليهود باعلان دولة اسرائيل والقيام بمثل ما قاموا به ، وكان ذلك هو الخسارة او النكسة الكبرى بعدم الاستفادة من قرار التقسيم – رغم اجحافه - بتأسيس الدول الفلسطينية واستمرار المطالبة بتحرير بقية الارض الوطنية وفق مبدأ (خذ وطالب) ، اذا ما تمكنوا من ذلك .

وبعد حروب وقمع  وتشريد وتدمير متواصل للفلسطينيين وارضهم ، تنبهت قيادات فلسطينية لذلك الخطأ الكبير وعملت على أصلاحه باعلان (منظمة التحرير الفلسطينية) ، اسمته بـ (وثيقة الاستقلال) في نوفمبر – تشرين الثاني عام 1988 اي بعد اربعة عقود من وقوع النكبة المزدوجة واعلان دولة اسرائيل ، ورفض القيادات الفلسطينية اعلان الدولة الفلسطينية آنذاك على الاراضي التي خصصتها الامم المتحدة للفلسطينيين وفق القرار الاممي 181 . ومنذ ذلك التاريخ يكافح الفلسطينيون والعرب من اجل قيام هذه الدولة التي لم تتحقق بعد !

ذلك الخطأ التاريخي الكبير بعدم اقامة الدولة الفلسطينية في ظروف مناسبة آنذاك وكسب عضوية الامم المتحدة وتوفر الشروط العملية لقوتهم ، يتجاهل الحديث عنه الفلسطينيون والعرب منذ 76 عاماً ، كي يغطو على فشل قيادتهم ولكي لا يشكل لهم درساً عميقاً يفيدهم في نضالاتهم التالية ، حيث لم يستوعبه الكثيرون بعد .


مشاهدات 477
الكاتب عبد الحليم الرهيمي
أضيف 2024/05/21 - 6:29 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 7:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 11430 الكلي 9361967
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير