قضايا في كلمات

عدنان سمير دهيرب

• الكلمات , الصور و الحركات في جُل الانتاج الاعلامي لم يكن بريئاً أو موضوعياً . و أنما هو بضاعة تنطوي على بُعد آيديولوجي للتأثير على الجمهور . لإنتاج وعي مؤطر بتلك الأفكار وخلق قبول طوعي ينسجم مع خطاب تلك الوسائل و الجهات التي تمولها لتحقيق هيمنتها و فرض سلطتها المرئية و أخرى المخفية . لنقع في فخ التضليل باستغلال المصلحة العامة لصالح المصالح الذاتية .

• إن أسباب النهوض و دينامية التطور في أوربا هو عمقها الثقافي والعلمي و التراكم المعرفي . فقد بلغ في المانيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر سبعة الاف مفكر و أديب و كاتب و مثقف أكاديمي. و نحن بعد أكثر من قرنين مازلنا نعيش عصر الخرافة و النزاعات التافهة و متابعة أخبار البلوكرات و إختراع الرموز و الاصنام التي لا تبعث على التغيير و إنما الرتابة و الاستلاب، و حركات سياسية تستدعي خلافات الماضي البعيد لتوظيفها في آيديولوجياتها، لنشر أفكار تسهم في تسطيح العقل الجمعي إزاء هذا الواقع الملتبس لم يزل يُثار بين الحين و الآخر السؤال : لماذا يتقدم الغرب، و نحن نعيش في أوحال التأخر ؟

• ما برحت وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي و منابر الاتصال الوجاهي تحرث خلافات الماضي و تكرر ذات الحكايات و الحوادث، و بغض النظر عن كذب أو صدق وقوعها يفضي طرحها المستمر على الجمهور الى تصديقها . مما يعزز خطاب الكراهية و الخلافات وتفكيك العلاقات بين أبناء المجتمع الجميل بتعدد ثقافاته . ما يؤلمنا أن هذا الخطاب المتكرر يكرس الفرقة و يدعو الى عدم التفكير في الحقوق و معالجة المشكلات و بناء الدولة الحديثة و تطلبات التنمية الانسانية و التقدم بتعزيز ثقافة المواطنة التي تشكل السبيل لطمأنت الجميع . و ليس الركون الى الماضي الذي لا يمضي .

ومضة : أننا لا نعرف ماذا نريد لكننا مازلنا مسؤولين عما نحن عليه (سارتر).