وللفتيان الأذكياء براعات
حسين الصدر
-1-
أصحاب النفوس الصافية لا يروق لهم على الأطلاق أنْ يَغُضوا النظر عمن يستحل محارم الله ، ومن هنا فهم يسعون الى ردعهم عنها .
-2-
وهناك مَنْ هو حَسَنْ النيّة ولكنه لا يملك القدرة على التأثير لضعف بيانه وغياب الأدلة الدامغة عن ذهنه ...
-3 –
ويبرع آخرون وهم أهل الفطنة والذكاء الى تحقيق أفضل النتائج عبر إقامة الحجة الملزمة لِمُنْتَهِكِ الحُرماتِ ليسدل الستار على ما كان يقترفه من المعصية ويغلق باب الارتطام بالحرام .
-4-
وقد يُعطى الفطنةَ فتى يافع فيما يحرم منها الكِبار .
-5-
ومن جميل ما قرأتُ في هذا الباب :
قصة ابن اخت – خلف بن هاشم – مع خاله ،هذا الذي كان يشرب النبيذ،
والغريب انّ خاله كان يشربُ النبيذ ويُقرئُ القرآن ..!!
وكان ابن اخت خلف بن هاشم يقرأ على خاله سورة الانفال حتى بلغ الى قوله تعالى :
( ليميز اللهُ الخبيثَ من الطيّب )
الأنفال / 37
فقال :
يا خال :
اذا ميّز اللهً الخبيثَ من الطيّب أين يكون الشراب ؟
فنكس الخال راسه طويلاً ثم قال :
مع الخبيث
قال :
أَفَتَرْضَى أنْ تكون مع أصحاب الخبيث ؟
قال :
يا بني :
إمضِ الى المنزل فاصبب كل شيء فيه .
وهكذا استطاع الفتى الفطن الذكي، والذي اختصر المسافات الطويلة كلها بسؤال أورده على خاله، وبه أقام عليه الحجة وجعله يأمر باراقة الشراب الذي كان في داره ،
وترك معاقرة شرب النبيذ حتى نهاية عمره .