هارف يمزج بين الموسيقى والشعر والغناء في طائر الوجع
بغداد- ياسين ياس
من بين احدث اعمال المخرج حسين علي هارف مسرحية (طائر الوجع) التي عرضت على قاعة حقي الشبلي في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، ضمن فعاليات مهرجان (حــــــريات المسرحية) الذي اقامه قسم الفنون المسرحية في الكلية قبيل حلول الشهر الفضيل وهي من تأليف الكاتب عباس لطيف ،وعن المسرحية قالت عمادة كلية الفنون الجميلة (مرة أخرى يتحفنا المخرج حسين علي هارف بتجربة مميزة واسلوبه المنفرد الذي يمزج بين ، الشعر ،والغناء ، والموسيقى الحية في إطار من الشجن والعذوبة ليقدم رؤية فنية وفكرية وبمعالجة درامية لمسيرة شاعر حفر اسمه في التاريخ الشعري والوطني،النواب لم يكن شاعرا، كان فكرا ،ورمزا،للثورة والحرية).
تجسيد صراع
فيما قال هارف ان (فكرة المسرحية تجسد صراع القصيدة والاغنية ممثلة بالنص الشعري والرؤية السياسية لمظفر النواب،ممثلة بالحكومات المتعاقبة التي صادرت حرية الرأي، وهنا يكون مظفر النواب رمزا لسجين الرأي وصوتا للحرية )واضاف(من خلال هذا العرض يطرح النواب تساؤلات عدة ،في هذا الوطن سجان يولد سجانا،وسجان يمسك سجانا، والمسرحية هي صرخة احتجاج تمثل صوت المثقف العراقي، صرخة تجمع ،الألم والامل) مؤكدا ان (المعالجة الدرامية للمسرحية هي تقديم هذه الفكرة،وفي هذه المسرحية عززت اسلوبي عبر عروض سابقة ، ياحريمة، فرد عود،في هذا الأسلوب جمعت ،الشعر ، والغناء، والموسيقى، (الحية) المباشرة بعيدا عن التسجيل والموسيقى المعلبة،وسنكون أمام مغني وعازف يقدم لناعلى خشبة المسرح وبشكل حي ومباشر اشعار النواب المغناة،لاسيما الشهيرة منها،و التي تحمل أبعاد ياسية،واجتماعية،ووجدانية،إلى جانب الديكور والإضاءة، وحالة الشخصية من خلال اعتماد الفوانيس القديمة والتي كانت العصب الأساسي لحياة السجناء،في نكرة السلمان، وتعزيزا لأجواء الشاعرية استخدمت تقنية خيال الظل في استحضار شخصية ،الام، واستخدام اسلوب (الاسلبة) في تجسيد شخصية المحقق،من خلال الاقنعة والاداء الصوتي).
وعن اختيـــــــــــــــــار شخصيات المسرحية، قال (اخترت الممثل علي الغزي لتجسيد، شخصية الشاعر النــــــــــــــواب، لاعتبارات فنية،ذات الطابع الدرامي،وفي مايتعلق بالمغني،والعازف اخترت الفنان طلال علي،كونه يجيد الغناء والعزف على اكثر من الة،وهذا ساعدنا،في تجسيد حالة الشجن التي تميزت بها اشعار النواب وهذا يقودنا إلى خيارات اخرى من خلال تقنيات العرض المسرحي،وفي السينوغرافيا تعاون معي عقيل عبد علي ،الذي سبق وأن عمل معي وبنجاح في عرض الدمى (كلكامش الذي راى) وهو فنان مثير ومخلص في عمله). مضيفا (اما رسالة المسرحية فتتناول الراحل مظفر النواب ورفاقه،الذين كتبوا فصلا خالدا في التاريخ الوطني العراقي،كل واحد منهم كان رمزا للسجين السياسي،فكان النواب صوتا للشعر والحرية، والعدالة، حين كان يكتب شعره على الفانوس في السجن،من خلال هذا ستكون كل قصيدة فانوس،ينيرلنا الطريق،ومن خلال كل هذا العمل نريد أن نعرض فصولا، من الألم والامل لطائر الوجع الذي كان يشدو للوطن والناس).مؤكدا(اتمنى عرضه خارج أسوار الكلية وعلى المسارح العامة لتحقيق رسالة الراحل،وهذا لن يكون العرض الاخير،طموحنا عرضه في المهرجانات العربية والدولية).
مسرحية (طائر الوجع) تمثيل :علي الغري، حسين علي هارف،وخالد كشكول،وأداء صوتي الفنانة ساهرة عويد،وعزف وغناء الفنان طلال علي،وسينوغرافيا الفنان عقيل عبد علي،الإشراف العام مضاد عجيل الاسدي.