دور المرأة المبتكرة في زيادة الدخل
انوار الخفاجي
تُعد المرأة عنصراً أساسياً في تطور المجتمعات ونموها الاقتصادي، ولاسيما عندما تُوظّف إبداعها وقدراتها الابتكارية. في العراق، الذي يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، يمكن أن يكون للمرأة المبتكرة دورٌ حيوي في تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الدخل على المستويين الفردي والوطني.
دور المرأة المبتكرة في ريادة الأعمال
تمثل ريادة الأعمال واحدة من أبرز المجالات التي تُظهر فيها المرأة العراقية إبداعها. من خلال تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تسهم النساء في توفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة لعائلاتهن. على سبيل المثال، نجحت العديد من النساء في إطلاق مشاريع حرفية وفنية تعتمد على التراث المحلي، مثل الصناعات اليدوية والخياطة، مما يعزز القيمة المضافة للموارد المحلية.
الابتكار في القطاعات الزراعية والصناعية
في المناطق الريفية، تُظهر النساء المبتكرات قدرتهن على تحسين الإنتاج الزراعي من خلال تبني تقنيات حديثة، مثل أنظمة الري بالتنقيط والزراعة المستدامة. كما يمكنهن المساهمة في الصناعة من خلال تطوير منتجات جديدة أو تحسين جودة المنتجات التقليدية لتلبية متطلبات السوق المحلي والدولي.
التكنولوجيا ودورها في تعزيز دخل المرأة
تتيح التكنولوجيا اليوم فرصاً واسعة للمرأة المبتكرة في العراق، من خلال العمل عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية. يمكن للنساء تطوير تطبيقات وبرامج تخدم السوق المحلي أو الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتهن وخدماتهن. يساعد هذا النهج في تقليل تكاليف الإنتاج وزيادة الوصول إلى العملاء، مما يؤدي إلى زيادة الدخل.
التحديات ودور الحكومة والمجتمع
على الرغم من الإمكانات الهائلة، تواجه المرأة العراقية المبتكرة العديد من التحديات، مثل نقص الدعم المالي والثقافة المجتمعية التقليدية التي تقلل من دورها في سوق العمل. وهنا يأتي دور الحكومة في تقديم التسهيلات، مثل القروض الميسرة والتدريب المهني، ودور المجتمع في تغيير النظرة السائدة وتشجيع مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية.
إن تمكين المرأة المبتكرة في العراق ليس فقط خياراً لتحقيق العدالة الاجتماعية، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل البلاد. من خلال دعم إبداعات المرأة وتشجيعها على الابتكار، يمكن أن تكون محركاً رئيسياً لزيادة الدخل الفردي والوطني وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في العراق.
محامية