بين نوري السعيد و(صانع) حجي زيارة الكهوجي
سمير عبد الامير علو
تحتفل وزارة الخارجية العراقية هذه الايام بذكرى مرور قرن كامل على تأسيسها ولعل الشخصية الابرز التي تسنمت هذه الحقيبة بلا منازع خلال سني عمرها المديد هو الباشا نوري السعيد ، كما يحلو للعراقيين ان (يدلعوه) والذي شغل المنصب 7 مرات منذ العام 1930 وحتى العام 1952 وهو العام الذي الذي ترأس فيها مجلس الوزراء مرات عدة حتى نهايته المريعة على يد عراقيين غاضبين يوم 14 تموز 1958 قاموا بسحل وتقطيع جثته (شذر مذر) وأبقوه عاريا معلقا على واجهة إحدى البنايات ببغداد بعد أن كانوا يهللون له في اليوم الذي سبق هذه الثورة الدموية سيئة الصيت .
وللباشا الفكه، رحمه الله ، قصص ساخره لعل ابرزها تعليقه على أهزوجة كان يرددها معارضوه عليه بمعية سياسي عراقي آخر وهي (نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها) حيث قال بلهجته البغدادية المحببة (هم زين أني قندرة لأن عمرها أطول من القيطان الذي قد يتقطع) ! لكن نبوءته هذه لم تتحقق لانه هو الذي تقطعت جثته صبيحة ذلك اليوم المشؤوم الذي يعرفه كل العراقيين .
رؤية مستقبلية
وكان السعيد براغماتيا وذو حنكة دبلوماسية جامعة بين التقاليد المحافظة والرؤية المستقبلية مما جعله من أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ العراق الحديث سواء كان من خلال النجاحات التي حققها أو من خلال الجدل الذي أثاره بسبب توجهاته السياسية ، التي كان من ابرزها التوقيع على معاهدة 1930 مع بريطانيا ودوره في قمع الحركة الوطنية والانقلاب على الحكومة عام 1941 وهو مايعرف شعبيا (بدكة) رشيد عالي الكيلاني فضلا عن قصة زواجه السري من زوجة سابقة للملك غازي وهو ما فسّره البعض تواطئا مع العائلة المالكة ،وكذلك تأييده للاتفاقيات مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية الامر الذي اعتبرته المعارضة تحالفا مع القوى الاستعمارية ، ناهيك عن موقفه المتشدد ومعارضته للقوى اليسارية ورفض دعم الحركة القومية بقيادة جمال عبد الناصر ماعدّ خيانة للمشروع العريي الموحد على حد رأي معارضيه ،وهناك محطات اخرى لايسع المجال لذكرها مثل دوره الغامض في الازمة مع شركة نفط العراق مع الشركات النفطية الغربية عام 1957 والتي اثارت جدلا واسعا واخيرا اتهامه بالفساد والغاء دستور 1958 قبل الانقلاب على الحكم الملكي الذ جرّ البلاد الى ويلات مستمره لم تنتهي لحد الان لعل من ابرزها محاصصة تعيين سفراء وعاملون في سفاراتنا في الخارج ومعظمهم لايعرفون (الجوك من البوك) باصول العمل الدبلوماسي وهم نتاج المحاصصة المقيتة التي جاءت بهولاء وأضرت بسمعة العراق في المحافل والمنظمات الدولية
.. وجيب ليل وأخذ (دكلوماسيين) على كولة حجي زيارة القهوجي الله يرحمه متهكما بالقول عندما سمع بأن أحد (صنّاعه) السابقين قد تبوأ منصب رفيييع في وزارة الخارجية بدرجة سفير فوق العادة !.