الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لمسة من عمق الصمت

بواسطة azzaman

لمسة من عمق الصمت

نهلة الدراجي

 

عندما تتلاشى حدود الكلمات وتتوه في أعماق الصمت يتكون لحنًا جديداً ينبض بالحزن والأمل في آن واحد، فعندما يلتقي العطاء بالحزن، تشتعل شموع الإنسانية وتنبثق أروع اللحظات..

وفي هذا العالم الذي يحتاج إلى الرحمة والإنسانية يأتي برنامج ( كلام الناس) كما عودنا هذا البرنامج الإنساني الذي يُبث من على شاشة قناة الشرقية والذي يقدمهُ الإعلامي المتميز علي الخالدي ليبعث الأمل في قلوب متعبة وجميلة، في حلقة مميزة امتزجت فيها الحياة بالألوان الجميلة والأحزان العميقة..

حيث توجهت كاميرا البرنامج إلى دار الأيتام برفقة ضيف البرنامج لاعب المنتخب الوطني أيمن حسين إلى ذلك المكان الذي يحتضن في أحضانه قلوباً صغيرة تعاني من فقدان الأبوين والحنان العائلي،

وبينما تراقب عيونهم البريئة بريق الكاميرا وهم ينتظرون ضيفهم الخاص أيمن حسين وتنبض قلوبهم بالأمل والفرح، هذه اللحظات التي أضفت لمسة إنسانية ملموسة ودفئاً لقلوب الجميع ..حيث شارك الضيف بتقديم الهدايا للأطفال الذين يعانون من الحرمان و الفقدان..

حيث كانت هذه المبادرة الصادقة تعبيراً عن التضامن والرحمة تجاه هؤلاء الأطفال البريئين..

إن هذه الالتفاتة الجميلة والإنسانية وزيارة كادر برنامج كلام الناس لدار الأيتام وتواجد اللاعب أيمن حسين هي لمسة إيجابية في حياة هؤلاء الأطفال، حيث أدخلت البهجة والفرحة إلى قلوبهم الصّغيرة..

إن قوة الإعلام الإنساني تكمن في قدرتهِ على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية الحساسة التي تلامس الوجدان وتحاكي المشاعر نحو الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية والدعم..

برنامج( كلام الناس) هذا البرنامج الإنساني الذي يمثل نموذجًا يحتذى به في هذا الصدد، حيث يسعى لإلهام الآخرين وتحفيزهم للقيام بالأعمال الخيرية والتصدي للمصاعب بكل قوة...

وبالتأكيد، عندما أنتهت الحلقة وغادر كادر البرنامج، تركوا خلفهم ذكريات لا تنسى وقلوباً مليئة بالأمل والحنان..

فرغم الحزن والفراق، إلا أنه تم إيصال رسالة الحلقة التي تقول إن العناية والرعاية للأيتام ليست مسؤولية فرد أو جهة واحدة بل هي واجبنا جميعًا كمجتمع، فالأيتام ليسوا مجرد أرقام إحصائية، بل هم أرواح واحلام تستحق الحب والدعم والفرصة  لبناء مستقبلٍ أفضل..

«كلمه الإنسانية» لا تعرف حدوداً، فعندما تجتمع القلوب النبيلة والأفكار الحسنة يمكننا أن نحقق تغييرًا حقيقيًا ونرسم الابتسامة على وجوه الأيتام والبائسين ونضيء دروب اليائسين وكل من يحتاج دعم ..

فلنكن الأمل الذي يتسلل إلى حياة الآخرين، ولنمضي قدمًا ونحن نحمل راية الرحمة والعطاء..

يجب أن نتذكر أن الأيتام بحاجة إلى دعمنا ورعايتنا المستمرة ولنتذكر دائمًا إنهم أطفالنا جميعاً، وأنهم يستحقون حياة كريمة وفرصاً عادلة، لنكن صوتًا ينادي بحقوقهم وسنداً لهم في رحلتهم الصعبة..

فالإنسانية، تلك القيمة العظيمة التي تتجلى في أروع أشكالها عندما يكون الإنسان مساهماً في تغيير حياة الآخرين إلى الأفضل..

 

 


مشاهدات 199
الكاتب نهلة الدراجي
أضيف 2024/04/19 - 4:37 PM
آخر تحديث 2024/05/02 - 1:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 337 الشهر 750 الكلي 9138788
الوقت الآن
الخميس 2024/5/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير