المزاج العراقي
عبد الكاظم محمد حسون
يقال ان الإسكندر المقدوني احتار كيف يتعامل مع العراقيين فهم يمتلكون مزاج متغير لا يعجبهم العجب يحبون دون سبب و يكرهون دون سبب تجدهم كل يوم في حال ..لا يعجبهم من يحكمهم مهما كان. ... إذا أحبوا ، حبوا بجنون وإن كرهوا تصل مرحلة الكره عندهم للجر بالحبال ..تجدهم منقسمين على أنفسهم لا يجمعهم جامع وهذا من سهل للأعداء اختراقهم واضعافهم ضمن سياسة فرق تسد والاستعمار الإنكليزي هو اولا من حاول استخدام هذه الثغرة لإضعافهم ، ناسين انهم تحت سقف واحد هو سقف الوطن وإن أرضهم وسمائهم ومائهم واحد سواء من ماء دجلة أوالفرات منذ بدء الخليقة ...تقيماتهم مختلفة اتجاه من يحكمهم واتجاه الشخصيات الدينية والتاريخية وحتى الفنية والثقافية كلا ينطلق من ذائقته الشخصية وبيئته ومعتقداته حتى وان كانت خاطئة عكس شعوب العالم التي دائماً ما تمجد شخصياتها البارزة وتحاول إخفاء سلبياتها . إلا نحن لا نجتمع على حب أو كره واحد أبدا سواء كان شخصية تستحق الثناء أو تستحق النقد وتجد هنالك انقسام في التقييم منهم من يمجده ويرفعة إلى الثريا ومنهم من يحط من قدرة وينزل به إلى الحظيظ .وخير مثال على ذلك لو تصفحنا صفحات التواصل الاجتماعي نجد ذلك واضحا بشكل جلي، كل حزب بما لديهم فرحون وهذه الأمزجه المختلفة سببت للعراق الكثير من الخسائر على كافة الأصعدة نتج عنها حروب داخلية وانقلابات وكراهية سببت فقدان كثير من الارواح وضياع فرص كثيرة لبناء الوطن
على العراقيين من كافة مشاربهم الالتفاف حول راية الوطن طالما ان هذا الوطن يستحق الكثير من تضحية وعلى العراقيين الإتصاف بالوعي والشعور بالمسؤولية اتجاه الآخرين ويكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا وأن يحترم أحدهم الاخر ومنحه الحق بالإنتقاد الغير الجارح والتفكير بأن الاختلاف أمرا مشروعا في كل وجهات النظر طالما هنالك اكثر من عامل جامع وعدم الاستماع لمن يستغل مفاهيم التفرقة من شحن المذهبية والقومية والعشائرية فأبناء العراق كلهم يستحقون الحياة وكيف لا وهم أهل الحضاره ولهم تاريخ مشرف بين الأمم يمتد لأكثر من ستة الاف سنة .