الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنتشار أدب المقاهي في الموصل

بواسطة azzaman

إنتشار أدب المقاهي في الموصل

نوفل الراوي

 

الثقـــافة ، أو اتساع رقعـــــتها لم تعد مسألة على المؤسسات الرسمية ، أو الذات الطابع الحكومي او غير البعــيد عنه ؛ بل أصبحت الثقافة ممكن ان تلحظ ظلها خارج المؤسسة الرسمية ، فهي دخلت المقاهي الشعبية و توزعت في أركان الكثير من التجمـــــعات الجماهيرية ذات الطــــــابع الأدبي والفني .. الخ..

فمدينة مثل الموصل ظلت لعقود رهينة اتحاد الأدباء وقلما كنا نلاحظ نشاطا ثقافيا خارج نطاق هذه المؤسسة التي تعنى برسم ملامح الثقافة المطلوب إذاعتها بين المثقفين والمعنيين بها ؛ لكن ظروف ما بعد 2003 كانت كفيلة بفتح المجال أمام التنوع الثقافي ، وأصبح المثقف أكثر حرية في التعبير عما  يريد على الرغم من أن هناك ما زالت ترى في هذه الحرية انفلاتا ثقافيا و خروج عن المألوف في التعبير عن تطلعات المثقف.

ويرى الناقد صباح سليم ان تعدد الوجهات الثقافية أمر طبيعي بل صحيح في بلد مثل العراق يحاول اللحاق بالدول التي سبقته في تجربته مع الحرية والديمقراطية ..

ويقول : إن العراق كانت له تجربة سابقة في هذا التنوع في مصادر الثقافة ، وكلنا يذكر و يتلذذ بتذكر حقبة العقود الماضية يوم كان الزهاوي والرصافي وغيرهما حين كان لكل أديب متكاه في المقهى الذي يرتاده ليلتقي به جمهوره ..

كذلك هي الحال مع مقهى الشابندر و رضا علوان القائم حاليا .. نحن في الموصل بدأنا بتأسيس مقهى مشابه  هو مقهى (البجاري) وسط المدينة لتكون هذه المقهى مخصصة في استقبال رواد الأدب و الثقافة .

ويكمل الكاتب بهجت  درسون: يبدو أن المقاهي تؤمن الحرية أكثر من الاتحادات وبقية المنظمات لان هذه المقاهي لا تفرض اية قيود على مرتاديها مثل اتحاد الأدباء مثلا الذي يعمل ضمن منهج يراعي توجهات الدولة وما مطلوب من الأديب في كل مرحلة كي يظهر دوره الرائد داخل المجتمع ؛ ولأن الكثير من الأدباء لا يحبذون مثل هـــــــذه الالتــــــزامات فقد وجدوا في أدب المقاهي الحرية الافضل بدليل اننا نرى اليوم ظهور العديد مثل هذه المقاهي في الموصل.

و يكمل المدون ميسر  محمد : قمنا نحن مجموعة من المهتمين بتأسيس مقهى ثقافي اسميناه المسقى الثقافي وحققنا العشرات من الاستضافات والمحاضرات في مجالات شتى مثل التاريخ و الحضارات القديمة والاقتصاد والفن والأدب.. الخ ..

وحظيت فعالياتنا باهتمام واسع من قبل الجمهور على الرغم من اننا لم نطرح أنفسنا كبدلاء عن اتحاد الأدباء مثلا لأننا نؤمن أن لكل تجمع توجهاته في تنفيذ ما مطلوب منه ..

ومع ذلك حاولت أكثر من جهة تتبع منظمات المجتمع المدني استمالتنا وتقديم الدعم المادي لنا مقابل العمل وفق رؤية يحددوها هم لكننا رفضنا وبقينا تزاول نشاطنا بموجب قناعتنا نحن وحتمية ان يبقى الأدب والثقافة بعيدة عن اية تيارات سياسية أو ما شابه ذلك .


مشاهدات 375
الكاتب نوفل الراوي
أضيف 2024/04/16 - 5:18 PM
آخر تحديث 2024/05/20 - 11:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 242 الشهر 7919 الكلي 9345957
الوقت الآن
الإثنين 2024/5/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير