الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كذبة جديدة .. المنقذ

بواسطة azzaman

كذبة جديدة .. المنقذ

عبد المنعم الاعسم

 

كذبة باردة، وواحدة من فضلات ثقافة الخراب المعنية بتلفيق زعامة موهومة بالنفس، خائفة في سرّها، فليس غير الخائف من يحتاج الى الزعم بانه قوة لاتقهر، ولاتُكسر، ولاتبارى، فيما الفارس يتحدث الاخرون والتاريخ عن مآثره وشجاعته وانتصاراته.

الحديث عن «الرجل المنقذ» او «الرقم الذي لا يقهر» او «صاحب الذراع القوية» يأخذ سياقا كوميديا في الحالة العراقية، ضمن ثقافة النفخ في الزعامات السياسية من قِبل اتباع ومهرجين وموظفين في ماكنة الدعاية، على الرغم ان ثمة اجماع لحكماء السياسة والمجتمع والامن ان العراق بامس الحاجة الى عقول جمعية وسلة كفاءات  الامر الذي لا يتوفر في سياسي واحد من اصحاب السلطة، أو المتنافسين عليها، علما بان الفرص التي اتيحت لهم كانت كافية لكي يكونوا منقذين وارقاما لا تقهر واقوياء حقا.

ان النفس المُفخّمة والمغالية بقدراتها تضيق بالتواضع، وتمتنع من الاعتراف بقوة الآخر ولا حتى بخذلانات صاحبها. انها، في بعض ممارساتها، ذرائعية مقيتة، ولاتتورع عن تسمية الاشياء بنقائضها. الهزيمة انتصارا، مثلا، وحين يُمرغ انفها بالتراب، لاتشعر بالعار. انها، من زاوية معينة، تقف وراء قناع مُصنّع لاخفاء الذعر الذي تعانيه من الحساب والقصاص.

الحاق أذى

خارج السياسة يترك صاحب هذه العقدة اثارا مؤذية محدودة قد تقتصر عليه نفسه، او على دائرة من المضلـَلين والاتباع، لكنها في السياسة قد تلحق الاذى بدائرة اوسع. اوطان كثيرة وامم دفعت ثمن مغالاةٍ بالنفس وتفخيمها ضربت قادتها، فالسياسي المتفخّم عدو للحسابات الواقعية للامور والقوى والحجوم. عدو للنصيحة والتبصير والاستشارة. عدو للحكمة ودروس الاخرين وخبرتهم.

والسياسي «المنقذ» الذي يدسّون اسمه الآن ما بين السطور كان قد اضاع الفرص الذهبية ليكون منقذا، حقا، ويلزم لاسترجاع تلك الفرص ان يُرجع عقارب الساعة الى الوراء.

 


مشاهدات 401
الكاتب عبد المنعم الاعسم
أضيف 2024/04/03 - 3:59 PM
آخر تحديث 2024/08/31 - 11:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 72 الشهر 72 الكلي 9988694
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير