الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى تتحقق المواطنة في العراق ؟

بواسطة azzaman

متى تتحقق المواطنة في العراق ؟

لطيف دلو

 

قلبي على العراق ، سمعت من اكثر لاجيء عراقي في الدول الاسكندنافية ، بأنهم عادة يتسوقون من المحلات الشرقية هناك لسببين اولا في اكثر الاحيان ارخص من المولات او المحلات لمواطني تلك الدول وثانيا لبعض المواد الشرقية لا تتيسر في تلك المولات الغربية وعندما يسألون مواطني  تلك الدول بوجه عام ، لماذا لاتتسوقون من المحلات الشرقية ارخص من الغربية ، يجاوبون بدون تردد لان أصحابها يعيشون على الضرائب التي نحن ندفعها للحكومة وهم حتى يتهربون من  دفع الضرائب للمواد التي يبيعونها ، وكذلك نرى من خلال اجهزة الاعلام بأن رؤساءهم وكبار موظفيهم يذهبون الى الدوام ويتبضعون ويسيرون في المدن كحال ابسط مواطنيهم ( عذرا قلتها لان لا توجد لديهم درجات للمواطن ) وشاهدت إن لم تخني الذاكرة محافظا قبل الدوام يركب مع المنظفين خلف سيارة المخلفات ويقوم برفع المخلفات وتنظيف المدينة لغاية ابتداء دوامه ثم يذهب الى دائرته ، ولم تتلخص تلك الامورفقط داخل الدولة الواحدة بل تعدت الى الدول المجاورة ، فاذكر مثالا هناك مواطنون يمتلكون بيوتا نصفها في دولته والنصف الاخر في دولة جارة لهم وتمر الحدود عبر الصالة وغرف النوم  وكهربائهم بين الدولتين ولديهم جرسين هذا لمن ياتيهم من دولتهم وذاك لمن يأتيهم من الدولة الجارة وشوارعهم نصف من تلك الجارة والنصف الاخر من دولتهم وإذا تقابل شخصين في الصالة او غرفة النوم يتكلمون ويتسامرون وينامون كل منهما في دولة اخرى واليكم هذه الصور بين هولاندا وبلجيكا للمعلومات والمقارنة  . كانت تسمى بالبلدان القراصنة والعراق بلاد الحضارات ، فلم تتحقق لديهم تلك المواطنة وتلك المساواة إلا من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية من الابتدائية الى الجامعات وتخلى المسؤلين من الكبرياء ولكن لدينا مدارس وجامعات لا تعد ولا تحصى ولم تغير من الامر شيئا بل احدثت فئتين في المجتمع على ارض الحضارات ، اناس في اترف وافخر حياة ومعيشة ودخل سنوي بالمليارات وعلى سبيل المثال ، سمعت من نائبين في لقاء تلفزيوني يطالبان الراتب التقاعدي للدورة البرلمانية ، قال احدهما اروح اشتغل معلم والثاني قال اروح اشتغل تكسي  ودخلهم خلال الدورة تكفيهم مدى الحياة ، واخرون في اتعس الحياة ويرتزقون من المزابل بدخل سنوي بالتفاليس هذه هي ثقافة الحياة لدينا في حين ينص الدستور في المادة (2) الاسلام دين الدولة الرسمي وهو مصدر اساس للتشريع ولا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ، وفي المادة (14) العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز في الجنس اوالعرق وختاما في الوضع الاقتصادي والاجتماعي وكلاهما معدومان  .

نحن نعوذ بالله لانريد ان نرى أي حاكم او مسؤل باحثا مع مواطنيه عن قوته في اماكن لا يليق باي مواطن عراقي كان ولكن نطلب منهم اخراج هؤلاء من الاماكن التي لا تليق بمواطني بلد الحضارات والنفط  والثروات التي انعم الله عليها لتكون جنة واغنى دولة في العالم وكذلك فيها موظفين وعمال داخل البلاد اينما كانوا يستلمون رواتبهم او اجورهم بعد شهرين او اكثرلاسباب سياسية او مناطقية أو لتعصبية شخصية لكي يشعر المواطن بان اصبح لديه وطن ويتحسس بصدق مع مانشدها احمد الخليل ،

من تهب انسام عذبة من الشمال

على ضفاف الهور تتفتح كلوب

لوعزف بالناي راعي بالجبال   

عالربابة يجاوبه راعي الجنوب

 


مشاهدات 318
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2024/03/29 - 9:54 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 3:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 367 الشهر 7935 الكلي 9370007
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير