الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مَن‭ ‬يستطيع‭ ‬الابتزاز؟

بواسطة azzaman

مَن‭ ‬يستطيع‭ ‬الابتزاز؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

خطوة‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬باسم‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العراقية‭ ‬عن‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬ابتزاز‭ ‬للضباط‭ ‬والمنتسبين‭ ‬للقوات‭ ‬العراقية‭ ‬قامت‭ ‬بالإساءة‭ ‬لرموز‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تنتهي‭ ‬الحكاية‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬والتساؤل‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ : ‬من‭ ‬اين‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬البيان،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬المخاض‭ ‬العسير‭ ‬والكبير‭ ‬الذي‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬أوضاع‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬لينفجر‭ ‬‮«‬صمام‭ ‬صبر”‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬ويعلن‭ ‬ذلك‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬التوقعات‭ ‬والتكهنات‭ ‬والاتهامات،‭ ‬كما‭ ‬اشاع‭ ‬أجواء‭ ‬التسريبات‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬ايضاً‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬نفسها‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬او‭ ‬الأجهزة‭ ‬العسكرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬الأخرى‭ ‬لكي‭ ‬تستهين‭ ‬به‭ ‬وتسيء‭ ‬الى‭ ‬رموزه‭ ‬عبر‭ ‬الابتزاز‭. ‬مَن‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬البلد؟‭ ‬هذه‭ ‬أولى‭ ‬الاسئلة‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭ ‬بعد‭ ‬اعلان‭ ‬بيان‭ ‬القائد‭ ‬العام‭.‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬البيان‭ ‬علاجاً‭ ‬لطمأنة‭ ‬الناس‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬اكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬ومعبراً‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬أسماء‭ ‬ورتب‭ ‬معينة‭ ‬تورطت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانزلاق‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬سمعة‭ ‬أعرق‭ ‬جيوش‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬سيء‭.‬

لنكن‭ ‬واضحين،‭ ‬فقد‭ ‬تعرض‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬الى‭ ‬اساءات‭ ‬وتجاوزات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشرة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬منها‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬مليشيات‭ ‬يسميها‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬بالقذرة،‭ ‬ومنها‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬منتسبين‭ ‬صعدوا‭ ‬في‭ ‬لمح‭ ‬البصر‭ ‬وفي‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬الى‭ ‬رتب‭ ‬عالية‭ ‬ولم‭ ‬يستوعبوا‭ ‬ماهم‭ ‬فيه‭ ‬وبقي‭ ‬سلوكهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬غير‭ ‬منضبط‭ ‬وغير‭ ‬مسؤول،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬إساءة‭ ‬مباشرة،‭ ‬لاسيما‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬ميادين‭ ‬الصولة‭ ‬لأولئك‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭  ‬حدود‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ليس‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ .‬

‭ ‬كما‭ ‬اساءت‭ ‬النزاعات‭ ‬العشائرية‭ ‬بالأسلحة‭ ‬المتوسطة‭ ‬والقنابل‭ ‬الى‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬حينما‭ ‬تجاوزت‭ ‬عليه‭ ‬كقوات‭ ‬حامية‭ ‬للبلد‭ ‬وجرته‭ ‬مراراً‭ ‬الى‭ ‬قتالاتهم‭ ‬المشبوهة‭ ‬والمتخلفة‭.‬

واليوم‭ ‬تأتي‭ ‬“شبكة‭ ‬الابتزاز”‭ ‬الغامضة،‭ ‬والعراقيون‭ ‬يريدون‭ ‬ان‭ ‬يروا‭ ‬الشبكة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تذهب‭ ‬الظنون‭ ‬بهم‭ ‬الى‭ ‬اتهام‭ ‬منتسبين‭ ‬او‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬الشبهة‭ ‬ساقتهم‭ ‬المكائد‭ ‬والاحابيل‭ ‬السياسية‭ ‬عبر‭ ‬الشائعات‭ ‬المدروسة‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬الدائرة‭ ‬لأسباب‭ ‬شخصية‭ ‬وحزبية‭ ‬ووظيفية،‭ ‬وربما‭ ‬للتشويش‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬طمس‭ ‬الأدلة‭ ‬ضد‭ ‬المجرمين‭ ‬الحقيقيين‭.‬

‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬مفردة‭ ‬الابتزاز‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬معناها‭ ‬الاصطلاحي‭ ‬المتداول‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬المال‭ ‬والجنس‭ ‬وتلويث‭ ‬السمعة‭. ‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 282
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/03/23 - 1:46 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 10:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 320 الشهر 11444 الكلي 9361981
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير