الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حقيقتان‭ ‬مطلقتان لمَن‭ ‬يريد‭ ‬حكم‭ ‬العراق

بواسطة azzaman

حقيقتان‭ ‬مطلقتان لمَن‭ ‬يريد‭ ‬حكم‭ ‬العراق

فاتح عبدالسلام

 

لا‭ ‬يهم‭ ‬واشنطن‭ ‬كيف‭ ‬ستكون‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬العراقية‭ ‬الامريكية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والطاقة‭ ‬والتسليح‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والاستثمارات،‭ ‬لكن‭ ‬يهمها‭ ‬ان‭ ‬تسمع‭ ‬من‭ ‬الوفد‭ ‬العراقي‭ ‬الزائر،‭ ‬انّ‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬جديدة‭ ‬مختلفة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2003،‭ ‬ليس‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬المحور‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يسمى‭ ‬“محور‭ ‬المقاومة”‭ ‬بما‭ ‬يتوافر‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬من‭ ‬“مطاطية”‭ ‬عالية‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬التناقض‭.‬

لا‭ ‬شيء‭ ‬اهم‭ ‬لدى‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬موال‭ ‬للسياسات‭ ‬الامريكية‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬مختلفا‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬فإنّ‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬مطلقا‭ ‬انه‭ ‬منتم‭ ‬الى‭ ‬محور‭ ‬معاد،‭ ‬كما‭ ‬انطبعت‭ ‬عليه‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬بثتها‭ ‬أطراف‭ ‬سياسية‭ ‬ومسلحة‭ ‬متنفذه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬تتلقى‭ ‬أوامر‭ ‬خارجية‭ ‬وتقصف‭ ‬المصالح‭ ‬الامريكية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بتفاهمات‭ ‬رسمية‭ ‬مع‭ ‬حكومته‭.‬

تأسيساً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬الأولى‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬واشنطن‭ ‬التوثق‭ ‬منها،وهي‭ ‬انّ‭ ‬العراق‭ ‬غير‭ ‬متجه‭ ‬نحو‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬السكة‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬دهاليز‭ ‬ايران،‭ ‬تكون‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تناولها‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وانّ‭ ‬أي‭  ‬سياسات‭ ‬متعارضة‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬تعني‭ ‬النكوص‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭.‬

إنّ‭ ‬مَن‭ ‬يريد‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬العراق‭ ‬بحسب‭  ‬السردية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل

‭ ‬مركز‭ ‬القوة‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬عليه‭ ‬العمل‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬السقف،‭ ‬متذكراً‭ ‬انَّ‭ ‬التغيير‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬احدثته‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬قبل‭ ‬عقدين،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ليحدث‭ ‬ابداً‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬اية‭ ‬قوة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الأرض‭.‬

التفاصيل‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الامريكان‭ ‬ومديات‭ ‬الإفادة‭ ‬منها‭ ‬تحتاج‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬الان‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬،‭ ‬تضع‭ ‬مصلحة‭ ‬العراقيين‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬بناء‭ ‬البلد‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬وصحيح‭ ‬،‭ ‬والبناء‭ ‬هنا‭ ‬يعني‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬وصناعات‭ ‬ورؤية‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬للنهوض‭ ‬بالإنسان‭ ‬وقيمته‭ ‬ومستقبله،‭ ‬وليس‭ ‬ترك‭ ‬الأمور‭ ‬بيد‭ ‬قوى‭ ‬سياسية‭ ‬ينخرها‭ ‬الفساد،‭ ‬وعينها‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تستعد‭ ‬للانقضاض‭ ‬عليها‭.‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 672
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2024/04/16 - 5:13 PM
آخر تحديث 2024/11/25 - 11:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 119 الشهر 10968 الكلي 10054112
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/11/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير