الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السليمانية والحاجة لأفكار  خارج الصندوق

بواسطة azzaman

السليمانية والحاجة لأفكار  خارج الصندوق

باسل الخطيب

 

تحرص الدول على تكريم مبدعيها ممن تركوا بصماتهم في مختلف المجالات، سواء في حياتهم أم بعد رحيلهم، مثلما تحرص على تنظيم مهرجانات واحتفالات متنوعة ومبهرة في مناسباتها التاريخية والوطنية، من خلال أفكار خارج الصندوق، وبنحو ينطوي على دلالات إيجابية تسهم في تحفيز الآخرين على الإدلاء بدلوهم للارتقاء بمجتمعهم وبلدهم، وتعزيز الجوانب الإبداعية والسياحية كما الاقتصادية.وهكذا تقام النصب والتماثيل وترسم اللوحات وتفتتح المتاحف وتنظم المهرجانات تكريماً لأولئك المبدعين، مثلما تطلق أسماؤهم على الميادين والساحات والشوارع لتخليدهم وليكونوا نبراساً تقتدي به الأجيال الجديدة في مختلف المجالات.إن تكريم المبدعين والاحتفال بهم ليس منة من أحد، إنما هو من صميم واجبات من بيدهم الأمر، ومن الأمور التي تحسب لهم وتضاف لرصيدهم، مثلما يعد دليلاً على مدى الوعي والاعتزاز بالوطن ومن أسهم في إعلاء شأنه.من هنا كانت المبادرة المحمودة لإدارة محافظة السليمانية، بوضع لوحات كبيرة تجسد مجموعة من الرواد الذين تركوا بصماتهم في مختلف المجالات، وأخرى تجسد تاريخ المحافظة، وتوزيعها في المناطق المهمة، كساحة السراي، وشارع سالم والمكتبة المركزية على سبيل المثال لا الحصر.وبقدر ما تستحق تلك المبادرة الإشادة والترحيب، إلا أنها بحاجة إلى شيء من التطوير لتحقيق الهدف المأمول منها، لاسيما أن العديد من لوحات أولئك الرواد تخلو من أي معلومات ولو مبسطة عنهم، أو أنها تتضمن كتابة الاسم فقط من دون أي تفاصيل أخرى عن المجال الذي أسهموا فيه، وتاريخ ولادتهم ورحيلهم، للتعريف بهم لاسيما أن كثيرين ممن سألتهم شخصياً عن مجموعة من أولئك الرواد، المرفوعة صورهم في منطقة سهولكة بشارع سالم مثلاً، أبدوا جهلهم بغالبية أصحاب تلك اللوحات!!! وإذا ما كان كثيرون من أبناء السليمانية يجهلون العديد من أولئك المبدعين والرواد.

عاصمة الثقافة

فكيف الحال بالآلاف من زوار المحافظة العراقيين والأجانب؟! وهو ما ينبغي على الجهات المعنية التنبه له والارتقاء بعملها في هذا المجال لتحقيق الهدف المنشود من وراءه، مثلما يتوجب عليها الإكثار من تسليط الضوء على المبدعين والرواد بنحو مميز ولائق، لاسيما أن السليمانية هي عاصمة الثقافة في إقليم كردستان.ولعل من المناسب أيضاً، تنظيم فعاليات جديدة ومبتكرة بأفكار خارج الصندوق، لإحياء أعياد نوروز واستلهام التجارب العالمية في مثل هذه المناسبات، فضلاً عن الاحتفالات الشعبية العفوية والتقليدية التي تقام سنوياً بالمناسبة، لما لذلك من أصداء إيجابية تسهم في تعزيز رصيد السليمانية الثقافي والفني والسياحي كما الاقتصادي.إن مدناً عديدة حول العالم اكتسبت شهرة عالمية وباتت قبلة للسياح لمجرد تميزها بإقامة مهرجانات تحيي لمحات من تاريخها أو موروثها الشعبي، في حين نبقى، في العراق بعامة، ندور في حلقات مفرغة ونحصر أنفسنا في إطار محلي تقليدي ضيق، بل وحتى المهرجانات التي كانت تقام سابقاً، كما حالياً، المربد أو بابل مثلاً، فرغت من أهدافها وباتت باهتة وتكاد أن تكون نسياً منسياً بذرائع واهية أو غير منطقية، وهو ما ينبغي أن يكون موضوعاً لإعادة نظر جدية إن كان على صعيد العراق أو إقليم كردستان أو السليمانية، لاسيما مع توافر الكثير من المزايا التاريخية والتراثية والسياحية التي آن لها أن تستثمر بنحو جاد في إطار نظرة جديدة خارج الصندوق وأفق عالمي.. فهل تفعلها عاصمة الثقافة الكردستانية، قولوا إن شاء الله.


مشاهدات 374
الكاتب باسل الخطيب
أضيف 2024/03/12 - 2:55 PM
آخر تحديث 2024/12/26 - 4:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 400 الشهر 11469 الكلي 10067564
الوقت الآن
الخميس 2024/12/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير