الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عمادُ اليومِ وحصاد الأمس

بواسطة azzaman

عمادُ اليومِ وحصاد الأمس

عمار مامند زيباري
 

إستغلال المال العام من قبل سياسييّ الحكومات السابقة في منظمات المجتمع المدني خلال العقدين السابقين ، خلق فجوة كبيرة بين المجتمع والحكومة ، وبين جيلٍ وآخر ، بإعتبار هذه المساحة تخلو من الانتماءات السياسية ولا سلطان عليها الا من قبل المجتمع ، الا أنهم دخلوها بمال سياسي يُسَيَر وفق مصالحهم  والفجوة التي تسبب قلقاً هي الفجوة التي تُأسس لها الاحزاب السياسية بصورة ممنهجة وتحت ضغوطاتٍ مالية و وظيفية من خلال هذه المنظمات .  فيحصل الشاب العراقي  على الخدمات او تلقيه احتياجاته الاسياسية شريطة أن يطوع مبادئه ويوجهها وفقاً لحاجاته التي حُرِمَ منها من قِبَلِهِم ..و بعد محاولاتٍ عديدة و تجارب قاسية خاضها الشاب العراقي رغبةً منه لاثبات ذاته ، حيثُ أخذ دوره الحقيقي ليشارك في عملية صُنع القرار إلا انه اثناء هذه المحاولات تلقى الدعم من حكومة محمد شياع السوداني بإطلاق مبادرة سفراء شباب العراق ليسد الطريق امام المنظمات الممولة بمالٍ سياسي و يجمع الطاقات الشبابية و إعدادهم للمستقبل..يبقى التساؤل المطروح هنا ، هل لعبة السوداني اقوى من سلفه في استخدام المال العام وفقَ إطارٍ قانوني يسمح له بإحتكاره للمجتمع المدني من خلال مبادرة سفراء الشباب ؟!مما لا شك فيه ان انطلاق هذه المبادرة جاء بعد إعلان السوداني رغبته للمشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة في البلاد ، إلا ان إنتصار القادة و رؤساء الحكومات المتعاقبة لانفسهم دون افكارهم يعود بنا الى نقطة الصفر و نخرج منها بلا حصاد ، ولا بد من التأكيد على تقليدية هذه المبادرة بعدم تحديد و وضوحةَ اهدافها و الغاية القصوى التي تتوخاها  هذه  المبادرة  عملية التحول الديمقراطي ما بعد 2003 لم يُأسس لها بالشكل الصحيح وبقيت على جمودها ، مما جعل الفجوة تزداد اكثر بين جيلٍ وآخر  ، فلا تصلح الديمقراطية في بلدٍ تتصدر  تتصدر منظومتها التربوية و مؤسساتها التعليمية  قائمة اكثر الدول تراجعاً في مجال التعليم ، ولا تُصَّلِحُها المبادرات الحكومية في إعداد شابٍ عاش حياته في صراع بين حاجاته و مبادئه ناهيك عن عدم تلقيه التعليم الكافي ليكن جاهزاً لعملية اعداد ما بعد التعليم .فالأولى به ، هو ان تصُب هذه الحكومات اهتماماً كبيراً لتطوير المنظومة التربوية و المؤسسات التعليمية في البلاد قبل اللجوء الى مبادرات نحن في غنى عنها ، لا بل انه يُلم شتات المجتمع ليعترف به كشريك متساوي في صناعة القرار ، 
فلا قوة لقرار لم يشارك فيه الشباب  انهم اطفال الامس و عماد الحاضر وقوة المستقبل ، وركيزة أساسية في تقدّم وبناء كل مجتمع ، فهم يحملون بداخلهم طاقات و ابداعات ، يحرصون دائماً ان يقدمون من خلالها الافضل للمجتمع ..
 


مشاهدات 271
الكاتب عمار مامند زيباري
أضيف 2024/03/09 - 12:34 AM
آخر تحديث 2024/08/31 - 8:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 92 الشهر 92 الكلي 9988714
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير