المتنبي والرّصانة العلمية
صلاح الدين الجنابي
حضر أبو الطيب المتنبي مجلساً فيه النحوي أبو علي الآمدي، قال الحاضرون للمتنبي هذا أبو علي الآمدي فقال: لا أعرفه فاغتاض الآمدي من هذه الكلمة ثم أنشد المتنبي قصيدته التي فيها البيت (إِنَّما التَهنِئاتُ لِلأَكفاءِ وَلِمَن يَدَّني مِنَ البُعَداءِ)، فأراد أبو علي أن ينتقم من المتنبي فقال: التهنئة مصدر فكيف تجمع المصدر؟ فالتفت أبو الطيب المتنبي إلى من بجواره وقال لهم: أمسلم هذا؟ قيل له نعم هو مسلم؟ فالتفت إليه المتنبي فقال: ألا تقرأ في صلاتك «التحيات» لله والصلوات الطيبات؟ وهذه كتلك، فخجل الآمدي وسكت. القرارت والتعليمات والتوجيهات التي تتعلق بالعملية التعليمية ومخرجاتها والرصانة الأكاديمية والتقويم العلمي يجب أن تكتسب الدرجة القطعية في العلمية والموضوعية والمهنية والأكاديمية والملائمة للبيئة الداخلية والخارجية والإذعان للقواعد والمعايير والأخلاقيات الأكاديمية المحلية والدولية قبل المصادقة عليها واطلاقها، لأنّ أيَّ خلل أو نقص أو إنحراف أو إهمال أو عدم ملائمة أو تجاهل تكون له آثار سلبية قد تكون كارثية لا يمكن علاجها، والقبول بها يكون أفضل الحلول، هنا لا بد من استخدام كل الأدوات التي ترشد وتنبه وتذكر أصحاب القرار بنتائج اختيار الأشخاص غير المؤهلين (علمياً، أكاديمياً، مهارياً، نفسياً، .......، ..........) لصناعة هذه القرارات والتعليمات والتوجيهات ومن يصادق عليها دون التفكير بنتائجها وآثارها السلبية التي تمتد إلى الأجيال القادمة. وفي قول الامام علي رضي الله عنه: (لا تضعو الحكمة في غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم)، ما يرشد إلى أهمية حسن الاختيار لعل أصحاب القرار يتخذونه منهجاً.