الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كتاب خالد حبيب الراوي..الأعمال الأدبية الكاملة تنقل القارئ الى الإثارة والإهتمام

بواسطة azzaman

كتاب خالد حبيب الراوي..الأعمال الأدبية الكاملة تنقل القارئ الى الإثارة والإهتمام

حمدي العطار

 

يعد  هذا الكتاب ضمن المنشورات المهمة الصادرة من دار الكلمة للطباعة والتصميم بغداد – 2006 ويقع الكتاب في 512 صفحة من القطع الكبير ويحتوي الكتاب على مقدمة بقلم ابنه د. أحمد خالد الراوي ، جاء فيها

 

خالد حبيب الراوي ( 1944-1999) عمل صحفيا وناقدا فنيا وأدبيا وقاصا وكاتبا مسرحيا ومحاميا وخبيرا إعلاميا وباحثا ومؤرخا واكاديميا ومراسلا لعدة جرائد ومجلات. عاصر المؤلف جيل الستينات بالأخص ، وهو بكل ما فيه من تطورات واختلافات عن الجيل الذي سبقه.

 لذلك كان لا بد من نشر الأعمال الأدبية الكاملة للقاص خالد الراوي خاصة بعد وفاته بأكثر من ست سنوات

ويحتوي الكتاب فضلا عن المقدمة القيمة وعنوان “ خالد الراوي في سطور”هناك فصول تحتوي على المجاميع القصصية للمؤلف ( الجسد والأبواب – القناع – القطار الليلي-العيون- قصص- قصص بلا عنوان) ومسرحيات و خواطر- وأشعار وملاحق( كتابات ومراجعات نقدية-قصص للأطفال- خالد...الإنسان)

أهمية الكتاب

وأهمية الكتاب تتلخص بأنه  ينقل القارئ إلى الإثارة والاهتمام في الحديث عن القصة القصيرة،اذ عاش الكاتب في جو من الفرح والحزن والعمل السياسي والنشاط الإبداعي وراح ينسج فكره القصصي.ويعد خالد الراوي من رواد القصة القصيرة وعمل على تجديد هذا الجنس الأدبي كما جاء في المقدمة “حيث حاول ادخال الشكل الأدبي الجديد من أجل تغيير الشكل التقليدي للقصة.

وقد استخدم تقنيات أدب اللامعقول في كتاباته ، لكنه أصر في الوقت ذاته على ضرورة وجود هدف أخلاقي أو اجتماعي وحتى سياسي من وراء الكتابة وهو ينتقد معاصريه قائلا “ إن الأشكال الجديدة ليست من ( ابتداع) الكتاب العراقيين... بل إن جميع كتاب الدول النامية تفتحوا على الانتقالات الواسعة للأدب في الغرب( وراحوا) يختلسون الأشكال المناسبة لهم... إن الأدب العظيم لا يقاس بشكله، بل بما  يرد فيه من كشوفات أصيلة وعصرية، وطالما أن أدبنا عاجز عن الاتيان بالكشوفات، ، فإنه يبقى مكتسحا، وهامشيا.. نحن أزاء أناس لا يشعرون بمسؤوليتهم تجاه الأدب..كل ما  يقدمونه لنا متخلف، وشكلي يتخذونه وسيلة للامتياز والاستعراض. وعلى هذا ينبغي أن نهدم هذه الاشكال البراقة، المجوفة، إن تجاربنا العظيمة، وحياتنا الهائجة ستبقى خلف النوافذ في ظلام جهل هؤلاء الكتاب وبهلوانيتهم”ص12 .

حميد المطبعي واخرون

أن الاهتمام الذي يشد القارئ ليس فقط عن مجريات القصة- التي أحبها وكتبها خالد الراوي- ودرجة إثارتها فحسب وأنما تشوق القارئ لمعرفة المزيد من المعلومات عن حياة المؤلف (خالد حبيب الراوي) والمؤثرات التي ظهرت على حياته الثقافية والادبية، وجاء في الكتاب كلمات وشهادات من كتاب ومؤلفين تسلط الضوء على شخصية خالد حبيب الراوي  فيكتب (حميد المطبعي) مقالا نشر في جريدة الزوراء سنة 1998 بعنوان من هو..؟ خالد حبيب الراوي “ في يوم سألته: أية صفة توارثتها من مدينة (راوة) ، قال: حنان الأنهار الى روافدها، وأية صفة توارثتها من أهلك؟ قال:إنني أبن طيف يتغذى على روحه.

 أبتسمت فاكتأب، لأنه كان يكره أن يبتسم الناس بلا معنى، وهو صريح وأنا أكثر منه صراحة، وهو يلتئم مع صمته، وأنا لا أحب صمت المبتسمين، وكلانا ابن تجربة مرة، هو عاش ثائرا على الأنماط، وأنا لا أجد في الأنماط إلا الموت، ويوم تعارفنا في أواسط الستينات، قلت له في مقهى البرلمان، أنت من أي اليسار، فضحك عاليا، وكان خالد في ضحكاته العالية يبرز لونا خاصا من السخرية على القدر الذي جعل اليسار محنته. وهي محنة (أبو الهول) وهو يحاور رياح القدر ، وكنت في سري أحفظ لخالد براعته في صيد السذج من المثقفين، وفي ملاعبتهم بالنكت البغدادية الطريفة”ص500 ، وهناك شهادة كتبها الصحفي والكاتب المخضرم (زيد الحلي) في عموده الصحفي (فم مفتوح..فم مغلق) نشر في جريدة الاتحاد سنة 1999 بعنوان “خالد حبيب الراوي” جاء فيه “ في جلسة جميلة، هيأها مشكورا صديق الإعلاميين ليث الكبيسي على شرف الزميل العزيز أحمد عبد المجيد، كان من بين الحضور خالد الراوي وحميد المطبعي، فتحولت الجلسة الى ما يشبه المنتدى الثقافي ولم ار خالدا سعيدا مثلما رأيته في تلك الأمسية..فقد ضحك كثيرا وبشكل عجيب..وعند توصيلي له الى باب داره أصر على أن يناولني بضعا من (التمرات) من نخلة عزيزة عليه تتوسط داره قائلا: تذكر يا زيد، أن حلاوة التمر عندي هي أهم من كنوز العالم كله) كان حبه للعراق عظيما “ص506 .

وكتب رباح آل جعفر مقالا نشر في جريدة الوطن سنة 2005 بعنوان ( هؤلاء عرفتهم) كتب يقول “الغربة سفر، والسفر غربة.. ولعلنا عرفنا.. الغربة المسلوبة بالنار حين حملنا حقائبنا  الصغيرة و سافرنا من حديثة للدراسة في بغداد... وهناك عرفت الراحل الدكتور خالد حبيب الراوي،وانا اجد نفسي وحيدا في زحام بغداد، وكان نجدة من السماء،أستاذا قديرا في قسم الاعلام. وطاقة قصصية ممتازة لها من الذكاء والمهارة ، وتنطوي على قدر ملموس من الحيوية والخصوبة...احببت هذا الراوي، الذي وجدته عكس أساتذة آخرين كانوا كالسيوف فوق رقابنا،ووجدته عن قرب، صافي الروح، حلو المعشر، لاسم الثغر، موطأ الاكناف، عذب الحديث، سريع النكتة ، هينا لينا”ص507

رؤية عن الجيل الستيني

وعن ابداعته في مجال القصة القصيرة يقول حمدي مخلف الحديثي “إن خالد الراوي حاول أن يكون متفردا من أبناء جيله بالقصة القصيرة جدا ، فهو جزء من الاتجاه التجريبي لجيل الستينات الذي يعرفه على أنه يبحث في الشكلية وبرؤيا جديدة حاولت طرح افكار ناقشت الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي بإحساس ممتلئ بالرمزية ذات روح نقدية حادة،وأصحاب هذا الاتجاه حاولوا تجاوز جيل الخمسينات وعدم الاعتراف بما قدموه إلا من الناحية التوثيقية التاريخية لمسيرة القصة العراقية، لكن الاعتماد على نوع أدبي جديد يعد خطوة جريئة لم تخل من انتقادات لاذعة .

يقول خالد الراوي “أعتقد أن كل مرحلة أفرزت كتابها ولكن التركيز على كتاب الخمسينات كان يأخذ شكله المركز وكان للحركات السياسية الدور الكبير في تسليط الضوء على بعض الكتاب والتعتيم على بعض الأسماء الأخرى، ولكن في الستينات واتصالا مع حركات التمرد في جميع أنحاء العالم فقد جرى تقويض الكثير من التقاليد والأعراف القديمة وظهرت موجة كتاب الستينات بصفاتها المعروفة عنها”ص14

الأدب الملتزم والقضية الفلسطينية

شغلت القضية الفلسطينية معظم الكتاب والمثقفين ، فكانت تمثل لهم روح الابداع في مجال الكتابة السياسية والانسانية ، ولم يكتف خالد الراوي في كتابة القصص والمقالات والبحوث عن القضية الفلسطينة بل انضم للعمل مع احد الفصائل المقاومة الفلسطينية ، فيكتب د. خالد في المقدمة قائى:بعد انضمام خالد الى اللجنة الإعلامية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان يكلف بالذهاب الى بيروت وعمان ودمشق في مهمات خاصة، ويذكر أنه اعتاد السفر بأسماء وهمية كجزء من التمويه وقد دون بعض تجاربه التي أغناها السفر في قصتي(مياه) و(الحدقة) في مجموعة (القناع) وقصة (القوس) في مجموعة (القطار الليلي) وظلت المسألة الفلسطينية من الموضوعات التي انشغل بها في كتاباته وحياته.”ص22.

الميت الحي

عند اطلاعي على بعض قصص خالد الراوي اشعر انها تتوفر على عنصر التشويق وتشدنا الى أبعد الحدود وربما نتصور ان احدى شخصيات القصة تشبهنا او قد تشبه القاص، يكتب ابنه د. أحمد في نهاية هذا الكتاب الذي ننصح بالاطلاع عليه لأهميته في مجال الادب القصصي والانساني يكتب عن ابيه قائلا:”كان نزيها مع نفسه، حرا بروحه وفكره، ثوريا بميوله، خلاقا في هوياته المتعددة التي شملت جمع السبح والأقلام وزراعة حديقة بيته بالزهور الغريبة والنادرة. ربما أراد أن يجد له منفذا من روتين الحياة ومن رتابة التدريس الذي امتهنه في السنوات الخمس عشرة التي سبقت وفاته..يقولون إن خالد مات، أجزم بأنه يعيش..هنالك أناس يعيشون لكنهم أموات، وهنالك أموات لكنهم يعيشون مع الأحياء، لذا خالد لم يمت...”ص510


مشاهدات 441
الكاتب حمدي العطار
أضيف 2024/03/02 - 1:46 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 3:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 347 الشهر 11471 الكلي 9362008
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير