رسالة إلى المجالس الجديدة
جواد العطار
عندما صوت مجلس النواب نهاية عام 2019 تحت ضغط التظاهرات لصالح تعديل قانوني أنهى بموجبه عمل مجالس المحافظات ، وتكليف أعضاء البرلمان بمهمة مراقبة عمل المحافظ ونائبيه في محافظاتهم ، تحول النائب إلى أداء دور عضو مجلس المحافظة بتسهيل تقديم الخدمات الأساسية لمناطقه تاركا المهام التشريعية لان الخدمات ببساطة تجلب له الاصوات ورضا الجمهور بينما التشريع يصب في مصلحة حزبه او كتلته على المدى البعيد.
لقد أخطأ المشرعون في حينها باقرار التعديل الثاني لقانون انتخابات مجالس المحافظات والاقضية رقم 12 لعام 2018 ، لان خطأ ايقاف المجالس لا يعالج بتكليف النائب بمهامهم قدر تعلق الامر بمحافظته بممارسة الاشراف والمراقبة بديلا عن عضو مجلس المحافظة لان هذا الأمر لا يتعلق ولا يمت بصلة لدور النائب الدستوري.
نتيجة التخبط الكبير في تلك الفترة حدث هذا الخطأ الفادح واستفاد منه النواب ووظفوه بطريقة احترافية لكسب أصوات الناخبين في مناطقهم... واليوم بعد انعقاد المجالس الحالية وانتخاب المحافظين آن الوقت لعودة الامور إلى نصابها الطبيعي ، فالنائب ينحصر دوره بالتشريع ويترك الخدمات و(التصوير) لغيره لان دوره داخل قبة البرلمان فقط.
انها رسالة إلى المجالس الجديدة ، المسؤولية كبيرة والحمل ثقيل بعد إيقاف استمر لأكثر من عشر سنوات في وقت يترقب المواطن بعين الانتظار للخدمات المغيبة عن اكثر مناطق بغداد والمحافظات ، فلا تفوتوا الفرصة؛ بالخلافات؛ لانها تأتي وقد لا تعود.