ما أكثر المفارقات في حياتنا

حسين الصدر

-1-

المفارقات التي نشهدها في الحياة ، من الكثرة والتنوع بحيث يصعب علينا إحصاؤها .

-2-

ومن أبرزها أنّ الله سبحانه يغمرنا بِنَعَمِهِ التي لا تعد ولا تُحصى، ونحن بدلاً مِنْ انتهاز العمر فرصة للانطلاق مما أنعم به علينا الى ميادين طاعته ، والفاعلية في مضامير البر والمعروف والإحسان والخير، لاتزداد الاّ نسيانا وتغافلاً عن حمده وشكره بل نجنح الى التمرد والعصيان خلافاً لكل ما يقتضيه الدين والعقل والأخلاق.

نعم

ان النفس لأمّارةٌ بالسوء ونحن لا نراقب انفسنا ولا نحاسبها ، بل نزكيها ونحكم لها ولا نحكم عليها ..!!

-3-

ومن المفارقات الغريبة إعراضُنا الشديد عن الاصغاء لنصائح المصلحين، ومواعظ العلماء الصالحين، الذين يستهدفون تقويم سلوكنا، وانقاذنا من براثن الالتواء والانحدار الى السفوح دينيا واخلاقيا واجتماعيا .

ومن أقبح الكلمات التي تدور على ألسن المغرورين قولُهُم :

« مالك وللتدخل في شؤوننا الشخصية» ؟

في الوقت الذي يقول فيه الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام )

(أحَبُّ إخواني إليَّ مَنْ اهدى اليَّ عيوبي )

وحاشا الامام الصادق (ع) – وهو الامام التقي النقي المعصوم إنْ تكون له عيوب

فالمراد منا اذن هو استقبال النصائح والمواعظ بصدر رَحْب ،والتفاعل معها على انها كلماتُ محبةٍ وودادٍ وليست كلمات توهين واستخفاف .

-4-

انّ الاستهانة بالمعاصي كثيرا ما يكونُ سببهُا استصغارُها ، مع أنّ المعصية - أيا كانت -ليس من الصحيح النظر الى حجمها، بل الصحيح ان ينظر الى انها تمرد على الله يوجب سخطه

وهذا ما يجب ان نبتعد عنه كل الابتعاد .

-5-

من أطرف كلمات العلماء الاعلام في شأن هذه المفارقات قول بعض كبارهم ما مؤداه :

( انّ الله يدعونا الى الجنة ، ونحن لا ندعو يتيماً الى موائدنا )

في إشارة واضحة الى قلة العناية بالبائسين والمستضعفين والفقراء وذوي الفاقة والحرمان وبساطة هذا العمل بالقياس الى الجنة التي تضم مالا عين رأت ولا أُذن سمعتْ .

-6-

ومن المفارقات الرهيبة اننا بنكوصنا عن ميادين البر والإحسان والمعروف نسيء الى انفسنا ونظلمها في حين اننا نزعم وندعي العمل لاحراز المكاسب والمغانم والنجاحات الشخصية وأين هو النجاح المزعوم في مسارٍ لا يزدان بالتقوى ولا يَعْبَقُ بالحس الإنساني ؟