دروس مستفادة
علي مارد الأسدي
بعد أن خسر منتخب العراق الكروي مباراته مع فريق أضعف منه وهو الأردن، ليودع البطولة وسط دموع وصدمة واحباط وانكسار الملايين الذين عاشوا لحظات شد وترقب نفسية عصيبة مبالغ بها جدًا، لتبدو الخاتمة مثل نكسة وطنية كبرى بعد الخسارة، نتيجة تعريضهم المستمر لواحدة من أكبر عمليات التعبئة والتوهيم على المستوى السياسي والاعلامي والشعبوي.
لذلك يجب أن تبدأ من الآن مراجعة شاملة للحدث، لا تقتصر فقط على تغطية وتقييم الجوانب الفنية التي تسببت بخسارة الفريق العراقي.
وعندي هنا بعض الملاحظات التي من الممكن النظر فيها.
وهي ابعاد الرياضة عن التوظيف السياسي بشكل كامل ذلك أن التصريحات والبيانات والقرارات والهدايا والمكارم السياسية للرياضيين تضر وتفسد أكثر بكثير مما تنفع وتُصلح وهي المسؤولة بالدرجة الأولى عن حالة التعبئة الجماهيرية غير المبررة، والضغط النفسي الكبير الذي تعرض له فريق العراق بكرة القدم .
والرياضة ليست كرة قدم فقط، يجب الإهتمام بباقي الرياضات الجماعية والفردية كذلك ليس من المعقول أن يكون سجل المشاركات الاولمبية لبلد مهم مثل العراق فقيرا الا من ميدالية برونزية يتيمة!
و الاعلام الرياضي العراقي بائس وممل وفوضوي إلى حد التهريج، وهو بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة!
ويجب استبعاد المأزومين والمهووسين عن منصة التعليق الرياضي، هؤلاء الذين يمارسون اسقاطاتهم الذهنية السقيمة عن الوطن والوطنية أمام الميكروفون، وخصوصًا في مباريات كرة قدم. حيث ان أغلب المشاهدين يتأثرون بالجو النفسي الذي يضعهم فيه من يعلق على المباراة.
ومطلوب دائمًا تخصيص المزيد من الموارد اللازمة لتطوير البنى التحتية وزيادة البرامج التدريبية لمختلف أنواع الرياضات الاولمبية.
وأخيرًا..الوطنية ليست كرة تتقاذفها الاقدام!