الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غارة طوفان الأقصى وتصدع الجدار الصهيوني الحديدي

بواسطة azzaman

إضعاف عناصر القوة العسكرية (1)

غارة طوفان الأقصى وتصدع الجدار الصهيوني الحديدي

قتيبة ال غصيبة

 

ان غارة طوفان الاقصى التي حدثت صباح يوم 7 اكتوبر ؛  أصابت بلا شك العمود الفقري للكيان الصهيوني ومستقبله بالشلل ؛ فهذا الكيان منذ تأسيسه في 1948 ؛ قام بناءا على فكرة التفوق بالقوة الغاشمة ؛ وهي فكرة احد المفكرين الصهاينة الكبار « الاوكراني فلاديمير زائيف جابوتنسكي (1880- 1940) ؛ وهو أحد قادة الحركة الصهيونية والأب الروحي للحركة اليمينية الصهيونية» ؛ حيث وضع في عشرينيات القرن الماضي كتاب مهم جدا اسمه (الجدار الحديدي - اسرائيل والعالم العربي) واضعا فيه مشروعاً تضمن ؛  «بانه لايمكن لكيان يزرع على أرض غريبة ويحافظ على وجوده ؛ إلا بقوة عسكرية متفوقة ؛ تسندها قوة سياسية فائقة ؛ لا يستطيع أحد ان يفكر في تحديها والاعتداء عليها ؛ فالفكرة الجوهرية للمنظومة الصهيونية ونظرية وجودها تقوم على مفهوم التفوق العسكري وإشعار الاخرين بأن مجرد التفكير في منازلتها عسكريا او سياسيا سيصبح وهما وعبثا وكخرط القتاد لا طائل لهم به» ؛  وهذه النظرية هي الاساس الذي قام عليه «حزب الليكود اليميني المتطرف الحاكم حاليا ؛  بزعامة النتن ياهو «  حيث تطورت هذه النظرية فيما بعد وتم تبني افكار «زائيف جابوتنسكي» على اساس انها افكار اساسية لبناء الدولة؛ وصدر قانون من الكنيست في ذكرى وفاته الثمانين بوجوب الاحتفاء بهذه الافكار بشكل دائم بإعتبارها افكار مؤسِسة  للكيان الصهيوني؛ فالنظرية قائمة على التفوق  بكافة ميادينه لضمان امن هذا الكيان الغاصب ؛ فقد أعتمد منذ نشأته عام 1948 على التفوق أقليميا ، وعَمِل في الجانب الاول على تطوير العناصر الرئيسية لقوته العسكرية ؛ والتي تشمل ، حيازته «التكنولوجيا العسكرية المتقدمة» ؛ «فقد حصل هذا الجيش على التسلسل 18 بين الدول الأقوى عسكريا في العالم، وفق مؤشر (غلوبال فاير باور)» ، إذ يمتلك الكيان الصهيوني صناعة عسكرية قوية وتطوير تكنولوجي متقدم في مجالات عديدة مثل الأمن السيبراني ومنظومات المراقبة والتجسس والصواريخ والإلكترونيات العسكرية ؛ ويحتل «المرتبة 12 بين الدول المصدرة للسلاح» ، وكذلك امتلاكه «قوة جوية متطورة ودفاع جوي فعال» يتألف من أحدث الطائرات المقاتلة المتطورة جدا مع أعداد كبيرة من المروحيات والمسيرات ؛ بالاضافة الى منظومات صواريخ الدفاع الجوي كالقبة الحديدية و مقلاع داود و آرو 3 المتطور ، ويتمتع «جيش الاحتلال الصهيوني بتدريب عالي المستوى»  قوامه فيلق مدرع  مجهز بدبابات ميركافا وناقلات النمر الحديثة ؛ أضافة الى العديد من فرق والوية المشاة مجهزين بالاسلحة والتجهيزات والمعدات القتالية الحديثة جدا ؛ وهو مدرب على أساليب وتكتيكات متطورة تعزز من فاعليته في الميدان بالاضافة الى جيشا احتياطيا من المستوطنين الصهاينة يلتحقون بوحداتهم حال استدعائهم .

طوفان الاقصى

ويتملك الكيان الصهيوني أيضاً قدرات استخبارية عالية الكفاءة ؛ تتألف من «ثلاثة أجهزة استخبارية وهي في رأس هرم هذا الكيان و دائرة صنع القرار فيه وتشمل : شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) و والموساد (المخابرات الخارجية) والشاباك (الأمن الداخلي) ، ورغم كل هذا التفوق إلا ان الجيش الصهيوني يتعرض منذ بدء غارة طوفان الاقصى المباركة  لأفدح الخسائر امام ضربات المقاومين الابطال ؛ وتاهت قوته العسكرية  وغطرسته في انفاق غزة العز والصمود ؛ واصبح هذا الجيش الذي اوهم العالم بأنه الجيش الذي لايقهر ؛ يتخبط ويخور عاجزا عن تحقيق أهدافه في هذه الحرب المستمرة بقصفها وتدميرها منذ ما يقارب ثلاثة اشهر ؛ في القضاء على حماس ؛ واطلاق سراح الاسرى الصهاينة ؛  والسعي لتهجير اهل غزة الصمود منها ؛ إذ لا تزال قيادة المقاومة وفصائلها البطلة تنفذ بدقة عالية هجماتها ضد جيش الاحتلال من المسافة صفر الى أقصى مديات اسلحتهم التي عِمادها العقيدة الراسخة والمعنويات الصلبة وإلاعداد والتخطيط الكفوء ؛ وقد تمكن ابطال المقاومة الفلسطينية في غزة من تدمير وإعطاب ما يعادل فرقتين مدرعة مجهزة بأحدث الدبابات الناقلات ؛ إضافة الى مئات القتلى والجرحى والمعاقين ؛ وتعالت وفقاّ للتقارير صرخات قادة في الجيش الصهيوني بأن «تكتيكات المقاومين الفلسطينين مؤلمة وانهم يواجهون أساليب قتالية غير معهودة» ؛ وجاء في تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية يوم 27 ك1 ؛  «أن الجيش الإسرائيلي لم تكن لديه خطط عملياتية قبل توغّله البري، وأنّه تقريبا يجد قرب كل شجرة في غزة فتحة نفق، يخرج منها عناصر تُجهز على قواته.»   وحقيقة فإن (ضربة القرن ) كما اسماها الناطق العسكري لفصائل القسام (ابو عبيدة) ؛ تعتبر الخسارة الكبيرة والاولى للكيان الصهيوني رغم ان نتائجها النهائية لم تحسم بعد ؛ إلا ان المقدمات تفضي إلى النتائج ؛ وكما قال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل ؛ بأن «زوال إسرائيل يبدأ حال خسارتها للمعركة الأولى»؛ فالكيان الصهيوني حتى هذه اللحظة ؛ ومن خلال مقاربة هذه المعركة غير المتماثلة بين الطرفين ؛ فإنه بالتأكيد تجرع الهزيمة بشكل واضح ؛ وأصبح يبحث عن حلول سياسية مؤقته ؛ بغية استعادة ماء وجهه ؛  وان هذه الحلول التي يسعى لها الكيان الصهيوني ؛ تواجهه حماس بثبات وقوة لتحقيق أهدافها في إيقاف العدوان على غزة وباقي الاراضي الفلسطينية ؛ وانسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة بالكامل ؛ وتبادل اسرى شامل بين الطرفين ...فطريق التحرير الشاق لا يزال في بدايته..والله المستعان.

وللمقال بقية بإذن الله..

 


مشاهدات 415
الكاتب قتيبة ال غصيبة
أضيف 2024/01/03 - 4:42 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 3:19 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 321 الشهر 11445 الكلي 9361982
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير