الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إستذكار لقاء وحيد في مبنى (الزمان) أثمر عن إهداء مطبوعين له

بواسطة azzaman

إستذكار لقاء وحيد في مبنى (الزمان) أثمر عن إهداء مطبوعين له

نهرعراقي ثر أغنى الثقافة بإبداعاته المعرفية

 

الموصل - سامر الياس سعيد

حينما تناهى لمسامعي خبر رحيل الكاتب والاديب شكيب كاظم عادت بي الذاكرة للقاء وحيد جمعني واياه في مبنى جريدة الزمان وذلك في خريف عام  2014حينما قدمني  له  مدير الادارة في الجريدة الراحل منذر المفرجي  فتبادلنا الاحدايث قبل ان يغيب لبرهة  حيث عاد وهو يحمل بيديه مطبوعين من مؤلفاته ليهديني اياهم  وهم كلا من  كتاب (مطارحات في الثقافة ..حين تجسد الكتابة علاقة) والاخر يحمل عنوان (هوامش ومتون  في الادب  والنقد والفكر )  حيث ابرزت تلك المؤلفات استناد كاتبها على عمق معرفي وقراءات عميقة  تناولت شتى الفنون الابداعية لتجعل من شكيب كاظم ناقدا  يحمل فكرا مهما تجاه ما يقدم ورؤية واسعة ازاء معايير الادب  ورصد متفهم لما تحمله متون الكتب وابرزت تلك المطبوعات التي قدمها لي الراحل الى جانب عشرات من كتبه افكارا مهمة تناولت بعض المحطات الادبية لبعض الكتاب بشيء من  القراءة الموسعة للبيئة والمحيط الذي دفع الكاتب لسرد تلك الروايات والفنون الابداعية الاخرى  فعلى سبيل المثال حمل  كتابه الذي صدر عن دار الشؤون الثقافية  في عام 2007حاملا عنوان  مطارحات في  الثقافة  وبعنوان فرعي هو  حين تجسد الكتابة علاقة مجموعة من المقالات التي كان فيها الراحل شكيب كاظم  يحمل رؤى موسعة لما يدور على الساحة الثقافية متناولا في اغلبها اراء نقدية موسعة  حيث جاء الكتاب بلا مقدمة مستهلا في اولى صفحاته  قراءة في سيرة  عبد الرحمن بدوي  متناولا بعنوان فرعي  يشير حينما  يضيق صدر الفيلسوف  براي الاخر  ويبدا الراحل مقالته التي كان قد نشرها  في جريدة العرب  العالمية  الصادرة في لندن  في  عام 2000 بقراءة اولية لسيرة بدوي  ومحطاته الابداعية ومؤلفاته قبل ان يشير في متن المقال  الى  السيرة الذاتية التي قدمها بدوي  مفيدا بكونها لونا من الوان الكتابة دخل حياتنا الا انه يستدرك بالاشارة الى المذكرات التي كتبها بدوي  فيقول عنها الراحل كاظم بان ما افجعه فيها  هو ضيق صدر الفيلسوف عبد الرحمن بدوي  ببعض كتابات  الاستاذ عباس محمود العقاد  فيستاجر بعض الاشخاص للاعتداء عليه  اما المقال الثاني الذي حمله كتاب مطارحات في الثقافة فوجه فيه الراحل بوصلته  لقراءة سيرة  الدكتور لويس عوض مفيدا بعنوان فرعي عن تلك الشخصية  بالتعبير عن تضخيم  الذات على حساب الاخر  حيث استشف كاظم من  راي الدكتور عوض قضيتين اولهما  افصاح الدكتور لويس عوض عن نفسية متعالية  تنسب لذاتها الفضل  كله  اما القضية الثانية التي اثارت كاظم  بان الدكتور لويس عوض فاته الاطلاع على  الكثير من السير الذاتية للشخوص المشهورة  حيث كان قد نشر ذلك المقال في جريدة القادسية  بعددها الصادر يوم 9 ايلول من عام 2000 اما المقال التالي  الذي حمل عنوان  وذا كانت  النفوس كبارا وفي سياقه يحلل الراحل كاظم  فقدان بعض الادباء والكتاب لعناصر حيوية من اجسامهم لكنهم يعوضوها بمواهب وامكانيات فيلتفت في سياق المقالة  لميروس مبدع العمل الخالد الاوديسة الذي حرم من نعمة البصر  وابو العلاء المعري الذي  اصيب في صغره بالجدري  فافقده البصر الى جانب الجاحظ الذي تعرف عاهته من لقبه  واخرون تتوالى الالتفات الى عاهاتهم وما ابرزوه في سياق مسيرتهم الابداعية من فنون وانجازات مهمة  اما في المقال الاخر الذي يخصصه  الى  الدكتور عبد الواحد  لؤلؤة فيصفه بكونه الباحث عن  معنى  قبل ان ينتقل الى مقال اخر  يشير من خلاله  لعبقرية ابن سينا  في كشف المحبة  بذكر اسم المحبوب  الى جانب تحليله النفسي  لرسائل بدر شاكر السياب  في مقال تالي قبل ان ينتقل منه الى المقال الاخر  حيث يتوقف فيه عند محطة الكاتب  المغربي محمد شكري  ومنها يتناول في مقال اخر  ظاهرة الموت  في ادب  حسين مردان  كما يحلل في مقال اخر ظاهرة  المكان فيتوقف عند المكان في الادب  وما تعنيه فردوس الكرخ من يقظة  ايام الطفولة الاولى.

مطارحات الثقافية

كما  يبرز في المقال التالي الى ما اسهم به الشاعر محمد درويش علي في ديوانه حياد المرايا  من لغة مكثفة  تعقد اصرة مع القاريء  كما يبرز في المقال التالي اساتذة كلا من القامتين البارزتين وهم كلا من الاديب طه حسين  وعلي جواد الطاهر كما يحلل  في مقالة تالية فن  كتابة المذكرات متناولا في سياق تلك المقالة بعض المذكرات واسلوب تدوينها وتتوالى المقالات في الكتاب المذكور حيث تعد كل مقالة يحويها كتاب  مطارحات في الثقافة  كرسالة اكاديمية تحمل سمات المناقشة والاسلوب المرتكز على قاعدة واسعة من المعلومات المعرفية المستندة بالتالي على العديد من المصادر والمراجع التي يملكها الكاتب  وفي كتابه الاخر الذي يحمل  عنوان هوامش ومتون في الادب  والنقد والفكر فيحمل ذات الاسلوب المعرفي في مناقشة بعض القضايا الادبية الا انه يرتكز على مقالة مهمة يثير من خلالها الراحل شكيب كاظم لقضية  دون كيخوتة التي يستهل بها كتابه المذكور فيرفع سؤاله المثير  بمن يقف وراء تلك الرواية  اهو ثربانتس ام الجيلي وعلى غلاف الكتاب الاخير مرفقا بصورة الكاتب الراحل شكيب كاظم ينوه الى تلك القضية فيشير لدراسته  الموسومة حول الرواية  ومن كتبها هل هو  ثرباتنس ام العربي الاندلسي سيدي حامد بن الجيلي  فيستدرك لبعض المراجع والمصادر فيختار منها بان من كتب  القسم الاول من تلك الرواية  لم يكن سوى ثرباتنس  ام القسم الثاني من تلك الرواية فكانت مدونة  بيراع الاندلسي الجيلي  فيما ينسب  مترجم الرواية من الاسبانية  الدكتور عبد  الرحمن بدوي  تلك الرواية الى السفاح الذي اذى  المسلمين الاندلس وارغمهم على ترك دينهم .

حسرة الوداع

رحل  الاديب شكيب كاظم وبقيت حسرة الوداع  لفقدان تلك القامة المعرفية المهمة التي مثلت نهر عراقيا ثريا بمصادر المعرفة والعمق النقدي لقضايا الادب وستبقى مؤلفاته التي ناهزت على عشرات الكتب بمثابة مراجع مهمة وروافد تغني الادباء والباحثين وتزيدهم القا معرفيا بما تناوله يراع الراحل  الذي رحل قبل ايام عن عمر ناهز  الـ78 عاما حيث ولد في كرخ بغداد يوم 8 ايار من العام 1945 ونال بكالوريوس  اداب اللغة العربية  عام 1975 ونال عضوية عدد من الاتحادات ابرزها  عضويته في الاتحاد الـــــــعام للادباء والكتاب في العراق والاتحاد العام للادباء والكتاب العرب وانجز رسالته للماجستير  في القراءات  القرانية  ولم يناقشـــــها  وكان اول موضوع له قام بنــــــشره بعمر 19 سنة وذلك في عام 1966 .

وكان قد نشر نحو اكثر من الف مقالة ودراسة  في الصحف والمجلات العراقـــــــية والعربية  اضافة لمؤلفـــــــاته ومنها  في مشغل  النقد الابداع ناظرا  الابداع منظورا له والذي صــــدر في الاردن عام 2014 والكتاب الاخر الذي صدر في الاردن ايضا حاملا عنوان  المرء يلقي عصا ترحاله وكتاب في علوم القراءات القرانية الذي صدر في بغداد ومعها كتب اخرى نقدية اختصت بالاطلالة على فضاء القصة والشعر وغيرها من فنون الابداع .


مشاهدات 158
أضيف 2023/06/06 - 4:14 PM
آخر تحديث 2023/10/02 - 2:55 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 292 الشهر 1107 الكلي 8907025
الوقت الآن
الثلاثاء 2023/10/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير