
![]() |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
النـص : ساعات بين الكتب مقاربات ومقارنات
محمد حسن الموسوي تُمثِّل كتابات سيدنا الحجة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر ، حفظه الله ، نمطاً متميِّزاً في الكتابات المعاصر ؛ أسلوباً ، وعرضاً وموضوعات متنوعة قد يكون من المتفرّدين فيها ، خصوصاً في العراق ، وفي هذه المرحلة الجديدة ، بعد أن أكتسب العراق على هامش كبير من حرية التعبيرعمّا يخالج الكاتب في ما يؤمن به ، مع حفظ الثوابت الإسلامية والوطنية في ذلك . وهذا الكتاب هو الجزء الرابع والثمانون من موسوعته الفذّة ( موسوعة العراق الجديد ) والتي يبثُّ فيها سيدنا العلاّمة الصدر ، حفظه الله ، ما يخالج نفسه وفكره من موضوعات يراها جديرة بالتنويه ، ففيها التنبيه السياسي ، والحكمة الإنسانية والموعظة والأدب والشعر والأخلاق والسياسة والنقد الإجتماعي ، ، وقد ضمّ هذا الجزء على ( 64 ) مقالاً ، وأكاد أقول كتاباً ، فإن كل مقالة فيها يصلح أن يكون تلخيصاً مركّزاً لكتاب ، فهي إذن ، مدرسة فيها من ثمار الأدب والحكمة وموضوعات الدين والدنيا ما يجعل القارئ المتأمل يزجي لكاتبها جميل الشكر والعرفان ، وذلك أقلّ ما نجازي فيه سماحة العلاّمة الصدر ، حفظه الله ، على ما يبذل من جهد فكري ويقدمه لنا على طبقٍ من ذهب.يقول سماحته في مدخل الكتاب ؛ ( لسنا ممن يرى صحة الصمت إزاء ما تمور به الساحة العراقية من إنتهاكات مروعة لمصالح العراق العليا ،،ومصالح أبنائه المواطنين العراقيين ، الذين يعانون من انتهاب ثروتهم الوطنية ، وضياع حقوقهم المشروعة ...ورحلة التنوير والإعداد للإصلاح والتغيير تبدأ بتسليط الأضواء على الثغرات وبيان مفاسدها وأضرارها مع الإشارة والتنبيه على الحلول الممكنة للخروج من عنق الزجاجة ) . نجاح دراسي يضع سيدنا العلاّمة الصدر ، حفظه الله ، منهجاً لأولياء الأمور ليعالج مسألة الخواء الأدبي والتراثي عند الأبناء ، وفي الواقع أنه لَمنهج مهم جداً ، حيث يرفع من مستوى الفتى الأدبي والثقافي في مستقبل أيامه ، مهما كان اختصاص ؛( نحن ندعو أولياء الأمور إلى إختيار نُخبة من الأشعار ، لاسيما تلك المختصة بمديح النبي المختار وعترته الأبرار صلوات الله عليهم أجمعين ، وتشجيع أولادهم على حفظها ، الأمر الذي يقرّبهم من امتلاك الذائقة الأدبية المطلوبة .ويفتح الباب أمامهم لتعميق صلتهم بالأدب واللغة والتراث ، وفي هذا ما يمكن أن يعالج الجوانب السلبية الخطيرة الراهنة ) .في بعض الأحيان ، يكون العدو نافعاً ، ويستحق الشكر !لماذا ؟ لأنه يصارحك بالحقائق الموجعة ، التي لايبوح بها الصديق ؛( إن بعض الأعداء ينفعون ويُسْدُون خدمةً لا يقدمها الأصدقاء ، وذلك لأن الأصدقاء لا يصارحونك بالحقائق الموجعة ، ويحجبون عنك الكثير من المعائب ، وهم يفعلون ذلك لأن معظم الناس لا يطيقون الإستماع إلى النقد ولا يَحْمِلون النقاد على محمل الناصحين المخلصين ) .هل يكفي النجاح الدراسي ؟ وهل يُعدُّ الناجح في الكلية قد حاز شيئاً لايحتاج لشيء آخر ؟ يوضِّح سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، أن من متممات النجاح الدراسي هو النجاح الأخلاقي والروحي ؛(.علينا أن نركّز على النجاح ضمن خطين متوازيين :خط النجاح العلمي ، وخط النجاح الأخلاقي والروحي .وبالافلاس الروحي والأخلاقي يتحول الإنسان إلى ذئبٍ ضارٍ لا يحمل من الإنسانية معانيها الحقيقية ...إن التقوى هي غاية الغايات وأنها مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة ...وإن التقوى هي الرادع الحقيقي عن ممارسة الاختراقات للخطوط الحمراء في كل الجوانب والمجالات ،قال تعالى:(( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )) .في تاريخنا ، هناك رجال تُكتب أسماؤهم بماء الذهب ، من خلال سيرتهم العطرة ، وهم يمثِّلون قمّة المروءة الإنسانية ، منهم رجل في زمن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، إسمه ( محمد بن أبي عمير ) ، وقد تحدّث عنه السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، قدس سره ، في محاضرته ( المحنة ) .ويتطرّق سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، لجانب من مروءة هذا الرجل :( هذا الرجل الاستثنائي في ورعه وعبادته وصدقه ومروءاته، ويكفيك أنْ تعلم أن أصحاب الإجماع والعلماء يعملون طَبْقَ مراسيله لأنه لم يكن يُرسل إلاّ عن ثقة .جاء في سيرته : أنه كان له على رجل عشرة آلالف درهم ، فذهب مالُه وافتقر ، فباع داراً له بعشرة آلالف درهم ، وحملها إليه ، فدقّ عليه الباب ، فخرج إليه ( محمد بن أبي عمير ) فقال له الرجل : هذا مالُكَ الذي لكَ عليَّ فَخُذْهُ ، فقال إبن أبي عمير : فمِن أين لك هذا المال ؟ ورثْتُهُ ؟قال : لا ، قال : وُهِبَ لكَ ؟ قال : لا ، ولكني بعتُ داري لاقضي دَيْني ، فقال إبن أبي عمير:حدّثني ذريح المحاربي عن أبي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام ، أنه قال : ( لايخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدَّين ) إرفَعْها .واللهِ إني محتاجٌ في وقتي هذا إلى درهم ، وما يدخل ملكي منها درهم . ) ..أين نحنُ من هذه الوجوه الوضيئة والمناقب الفريدة الباهرة؟ ) .يتحدث سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، عن الذين منحهم اللهُ موهبة الشِّعْر ، وشتّان بين الذي يوظِّف هذه الموهبة لخدمة العقيدة ، وبين الذي يوظّفها من أجل اغراضه النفعية الزائلة:( طوبى للشعراء الرساليين الذين وظفوا طاقاتهم الشعرية لخدمة عقيدتهم وقادتهم الهداة الميامين.وشتان بَيْنَ مَن هام بحُبِّ اللهِ ورسولهِ وأوليائه ، وتعشّق القيمَ المقدسة الحقّة ، وناصَرَها وذَبَّ عنها ، وتغنى بمفاهيمها ، وبَيْنَ مَن هام بحبٍ الحسناوات والدولارات والمناصب وسائر الأغراض الدنيوية الزائلة ...ونحن ندعو الموهوبين من الكُتّاب والشعراء أن تنعكس آثار الإيمان على ما يُنتجون ففي ذلك من النفع والخير ما لا يخفى على أحد.إن عطاءهم يدفع بهم لتبوء المكانة الرفيعة في الدنيا ويُثقل ميزانهم في الآخرة بالحسنات ) .وهذا الكتاب الذي نتحدث عنه ، كثير الأثمار ، كثير ااموضوعات المهمة والمفيدة ، واذا كنّا ، هنا ، لم نستطع المرور على جميع هذه المقالات ، ونتركها للقارئ الذي سيتمتع بها ، نمرُّ مروراً سريعا على مقالة ( نحو الإقبال على القرآن ) ، والذي يقول فيه سماحة العلامة الصدر ،حفظه الله : ( من الحقائق التي لايرقى إليها الشك أن القرآن هو كتاب الله إلى البشرية جمعاء ، حيث لا يختص بأمة معينة ، ولا بمرحلة زمنية معينة ، ولا ببقعة جغرافية محددة . إنه كتاب السماء إلى الأرض والى كل مَن عليها إلى يوم الدين ... وقد استطاعت دوائر الإمبريالية والاستكبار العالمي بما وضعته من مناهج دراسية وخطط خبيثة ماكرة أنْ تصدّ أبناء القرآن العظيم عن كتابهم الذي رسم لهم مناهج التقدم على كل الصعُد والمستويات ، فجعلوا القرآن على الرفوف ، ولم يعملوا بأحكامه ، ولم يتخلقوا بأخلاقه وآدابه ، فابتدأت أمواج الفتن والأعاصير تفتك بهم أشد الفتك ، ولم يستطيعوا أنْ يذوقوا طعم الطمانينة والسلام ) . ضمّ هذا الجزء على ملحق خاص عن ( مجلس الصدر ) الذي انعقد في 27/ 12/ 2022 حفظ الله سيدنا الحجة الصدر ، وبارك الله فيه وعليه وله . من تلميذه المخلص : محسن حسن الموسوي
|
عدد المشـاهدات 59 تاريخ الإضافـة 18/03/2023 رقم المحتوى 74441 |