
![]() |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
النـص : شيخ قصص الصغار طلال حسن يقرع ناقوس الخطر: خمسة عقود عمر تجربتي وشعلة ثقافة الأطفال تبقى مشتعلة
الموصل - سامر الياس سعيد يرتكز التاريخ القصصي والابداعي للكاتب المعروف طلال حسن على خمس عقود اسهم من خلالها بالكتابة في مختلف الاجناس الادبية حتى استقر في عالم قصص الاطفال لتبلغ تجربته في هذا المحور نقطة الريادة من خلال ما اسهم به حسن سواء على مسرح الاطفال او من خلال مجلات الاطفال او غيرها من المنافذ الموجهة لعالم البراءة من قصص وحكايات اغلبها استقى مواضيعها من الاساطير والموروثات النهرينية القديمة والحديث مع كاتب بحجم القاص والاديب طلال حسن له متعة كبيرة من خلال ما اسهم به عبر تجربة ذات ابعاد ودلالات افصح عنها في سياق الحوار التالي : { لك عقود مديدة في الكتابة للأطفال ، هل تغيرت آلية الاشتغال على النص الموجه للأطفال من خلال اعتماد التقنيات الحديثة أو وسائل التواصل التي كانت غائبة عن عالم الأطفال ، وما هي أبرز التحديثات التي طرأت على عالم الكتابة للطفولة ؟ -بداية أقول ، إنني بدأتُ الكتابة للأطفال ، بعد أن كتبت قرابة عشر سنوات للكبار ، فمنذ أوائل الستينيات ، من القرن الماضي ، كنت أنشر القصص القصيرة و" المقالات النقدية " في جريدة فتى العراق الموصلية ، وكنت أكتب أيضاً مسرحيات ، فأنا كنت أحب المسرح ، وقد قرأت الكثير من المسرحيات العراقية والعربية والعالمية وما زلت أقرأ المسرح وأكتب المسرحيات للكبار والصغار حتى الآن . ولم أبدأ الكتابة للأطفال إلا في بداية السبعينيات ، وأول ما كتبته للأطفال ، لم يكن قصة ولا سيناريو ولا رواية ، وإنما مسرحية كان عنوانها " الأطفال يمثلون .." وترجمت فيما بعد إلى اللغة الكردية ، وهذه المسرحية مثلها تلاميذ مدرسة " أم المعونة " ، وكانت مدرسة أهلية مسيحية ، وأخرجها الفنان الراحل علي احسان الجراح ، وتمّ عرضها على خشبة مسرح قاعة الربيع في الموصل ، وقد عرضت بمناسبة أعياد الميلاد ، فغصت القاعة بالحضور . مسرحيات قصيرة وفي تلك الفترة ، وفي العقود التي تلتها ، قبل أن نعرف الانترنيت ، وكان النشر كله في العراق ورقياً ، نشرت الكثير من القصص والسيناريوهات والمسرحيات القصيرة داخل العراق وخارجه ، في مجلات مثل .. مجلتي والمزمار والمسيرة داخل العراق ، والعربي الصغير واسامة واحمد وتوتة وماجد والشبل في الخارج ، أما الصحف العراقية ، فقد نشرت في طريق الشعب والثورة والجمهورية والتآخي والقادسية ، عدا ما نشرته في الموصل في جريدة الحدباء ومجلتيْ النبراس والجامعة . وفي تلك الفترة ، التي كتبت فيها الكثير من القصص والسيناريوهات والمسرحيات ، كنت استمد مادتها مما أقرأها من الكتب والمجلات وحتى الصحف ، ولكن ما إن عرفنا الانترنيت ، حتى انفتح العالم أمامي على سعته ، ماضيه وحاضره وآفاق مستقبله ، وأصبح كل ما أحتاجه متاحاً لي على الفور ، فرحت أنهل منه معلومات وحكايات وأساطير ، أحولها إلى نصوص حديثة في القصة والرواية والمسرح . وبعد أن كنت أنشر نصوصي ، وما أكثرها ، في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، صرت بفضل الانترنيت أنشرها على المواقع المهمة، مثل الناقد العراقي والحوار المتمدن والألوان المسرحية وحي بن يقظان وغيرها وغيرها ، وبذلك استطع أن أوصل كتاباتي للأطفال وغير الأطفال ، إلى قراء العربية في كل مكان من العالم . { لك باع طويل في توظيف الاساطير الرافدينية في ابرازها في قصص للأطفال ، هل اسهمت مثل تلك الأجواء بتحفيز الأطفال نحو تأطير توجه نحو تلك القصص والحكايات المستلة من تاريخنا في ظل سطوة تقابلها أبطال خارقين مصنوعة بعوالم غريبة مستهجنة عن أجوائنا وتقاليدنا ؟ -أحببت تاريخنا القديم ، الذي يمتد سبعة آلاف سنة في عمق التاريخ ، تاريخ سومر وأكد وبابل ونينوى ، منذ حداثتي ، حين درسته في الصف الأول المتوسط ، فعرفت مدن العراق القديم ، وأدوارها الرائدة في الفن والعمارة والآداب ، وخاصة المدن الآشورية ، وما زلت أذكر ، رغم أنني لا أعتد كثيراً بذاكرتي ، سنة سقوط نينوى ، عاصمة الامبراطورية الآشورية العظيمة ، وكانت ذلك سنة " 612 " قبل الميلاد ، وكذلك زيارتي لمدينة النمرود في سفرة مدرسية ، وكم كنت أتمنى ، لو أدرس تاريخ العراق القديم والآثار في الكلية ، لكن لأسباب اقتصادية ، اضطررت إلى الذهاب إلى التعليم ، وعوضت حرماني هذا بمتابعتي المستمرة لكل ما ينشر من كتب عن تاريخ العراق القديم ، وأساطيره وحكاياته ونصوصه الأدبية الراقية. وقد استفدت من كلّ هذا فيما كتبته من نصوص روائية ومسرحية للفتيان خاصة ، وقد كتبت في هذا المجال العشرات من الروايات والمسرحيات ، وقد حظيت كتاباتي هذه ، باهتمام الباحثين والدارسين ، فكتبت الكثير من المقالات عنها ، كما كتبت عنها رسالة ماجستير عنوانها " الموروث الرافديني في مسرح طلال حسن " ، وإن غيّر العنوان فيما بعد إلى الموروث الشعبي في مسرح طلال حسن . ولعل نصوصي الروائية والمسرحية ، أمثال جلجامش وانكيدو واشور بانيبال ونبو خذنصر وغيرهم ، تقدم للأطفال والفتيان في بلداننا العربية ، ما قد يصرفهم عن أبطال الخوارق الكاذبة والمبالغ بها ، وما يقدمونه لأطفالنا من قيم العنف وسفك الدماء والتعالي والتمييز العنصري واستعباد الآخرين . وفي كل كتاباتي للأطفال والفتيان ، أقدم هذا العالم البديل ، الذي يقوم على التوازن والتسامح والعدل والمحبة والتقدم والسلام . { الكتابة للأطفال تخضع لمعايير ومحددات كثيرة ، هل تتحدث عن ابرزها لاسيما مع ما يتيحه عالم السوشيال ميديا من اخلال بتلك التوازنات ؟ -ما يُنشر من نصوص في كتب الأطفال ، وكذلك في مجلاتهم ، في العراق والوطن العربي ، لها معاييرها الخاصة ، المتقدمة والمتطورة مع الزمن ، ولو قارنا بين مجلات الأطفال ، التي كان بعضها يصدر منذ الخمسينيات من القرن الماضي ، في مصر وسوريا ولبنان والعراق ، ومنها ما استمر في الصدور حتى الآن ، وبين مجلات الأطفال التي تصدر في الوقت الحاضر ، لرأيناها الآن أكثر تقدماً وتطوراً في شتى المجالات منها .. الورق والطباعة والتصميم والرسومات ، بل وحتى المحتوى ، ولعل تطورها هذا جاء بفعل الخبرة المتراكمة ، والتنافس بين المطبوعات المقدمة للطفل ، وما تحققه بعضها من أرباح مادية ، وازدياد الاهتمام بالأطفال في أقطار الوطن العربي ، ولعل العراق ، وخاصة في سبعينيات القرن الماضي ، كان في مقدمة الدول العربية ، التي تعنى بثقافة الأطفال ، فأصدرت وزارة الثقافة فيه مجلة مجلتي والمزمار والمسيرة ، وأسست دار ثقافة الأطفال ، التي وفرت مطبوعات متقدمة للأطفال بأسعار زهيدة ، وعلى سبيل المثل ، اصدرت لي هذه الدار كتابي الأول ، وعنوانه " الحمامة " بتصميم رائع ، وطباعة جذابة ، ورسمها لي الرسام الكبير صلاح جياد ، وقد طبع منه على ما أذكر ثلاثون ألف نسخة ، وبيع بسعر رمزي وكان بخمسين فلساً فقط، أما عالم السوشيال ميديا ، الذي أتاح للطفل ، وقبل ذلك لأدباء الأطفال وفنانيهم ، أن يطلوا على العالم من نافذة واسعة ، تزداد اتساعاً مع الزمن ، فإنه أغنى عالم ثقافة الأطفال ، وأغنى أهم معاييرها وأكثرها فعالية . { هل تعتقد أن القصة الموجهة للأطفال ستنجح في المطاولة والبقاء رغم كل التحديات التي تعترضها ، وما هي القواعد التي ترتكز فيها تلك الرؤية ؟ السينما حافز -عندما ظهرت السينما ، في أواخر القرن التاسع عشر ، وانتشرت كالنار في الهشيم ، ظن البعض بأنها ستطغى على المسرح ، وربما تمحوه ، وبدل من ذلك صارت السينما حافزا للمسرح ، ودفعت المسرحيين كتاباً ومخرجين وعاملين في شتى مناحيه ، إلى تطوير أدواتهم وطروحاتهم ، وتألق المسرح بمدارسه المختلفة السريالية والتعبيرية واللامعقول والقسوة والفقير ، وما زال يتقدم ، ويقدم الجديد مع تقدم الحياة وتجددها . وحين ظهر الانترنت ، وهو بحق ثورة زلزلت العالم ، وحولته إلى قرية صغيرة ، ذهب البعض إلى أن الصحافة الورقية والكتاب الورقي سيصبحان قريباً شيئاً من الماضي ، لكن الصحافة الورقية الراقية مازالت موجودة ، وكذلك الكتاب ، ولابد أن الكتاب الجيد يفرض نفسه ، فكتاب للأطفال مثل هاري بوتر ، في جزئه السادس ، طبع منه في طبعته الأولى عشرون مليون نسخة ، ووقف قراءه صفوفاً في اليوم الأول لتوزيعه في لندن وطوكيو ونيويورك . أما نحن العرب ، في كلّ أقطارنا ، وبعد ربيعنا العربي الأسود ، ـ فالأسود لا ينتج غير الأسود ـ فإن من يقتل الكتاب والثقافة عامة ، هي أنظمتنا الشمولية ، التي تعيش في الماضي ، وتقتل الحاضر والمستقبل . أما فيما يتعلق بقصة الأطفال ، وأدب الأطفال عامة ـ قصة شعر سيناريو مسرح " ، فإنها ولدت في ظروف صعبة ، وعاشت وتعيش في ظروف أكثر صعوبة ، لكنها مع ذلك ، وبفضل القلة الواعية والمسؤولة من كتابها وفنانيها ، فأنها ستعيش وتتقدم ، فهي جزء من الثقافة والأدب العربيين ، اللذين يقاومان تيارات الموات في الوقت الحاضر ، وهناك فعلاً مجلات أطفال عربية ، في مصر وسوريا والخليج وحتى في العراق ، تعمل في ظروف صعبة ، ولكنها تقدم ما يدل على أن قصة الأطفال ، وكذلك أدب الأطفال وثقافته عامة باقية وأنها تتطور، وهي تضخ على صفحاتها المتطورة عامة شباباً مبدعين ، سيبقون شعلة ثقافة الأطفال ، التي اضاءت يوماً في سماء الطفولة العربية ، مضيئة دائماً . { ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المدرسة بعد مسؤولية الآباء في الموازنة بين التصاق الطفل في عالم السوشيال ميديا بما يرتبط منها في تنشئة هذا الكائن ؟ -في ظل الأوضاع الراهنة ، الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية ، لا أعتقد أن للسوشيال ميديا ، تأثير يذكر على الأغلبية الساحقة من الأطفال في عراق اليوم ، ولعل قلة قليلة من الأطفال فقط ، هم من يقتنون مثل هذه الأجهزة المتطورة الباهظة الثمن ، ومثل هؤلاء الأطفال يستخدمون هذه الأجهزة للألعاب المختلفة ، والتي تتعارض مع ما نريده لأطفالنا في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم ، وحياة مجتمعهم . أما دور المدرسة ، وما أدراك ما المدرسة في العراق الآن ، فإن دورها يتراجع في جميع المجالات ، العلمية والتربوية والثقافية ، وذلك لتردي أوضاع المدارس الحكومية ، وتسرب العديد من الطلبة ، وخاصة من الطبقات المسحوقة ، التي أصبح همها الأول هو توفير لقمة الخبز ، والازدياد الهائل ، والذي لا يتوقف عن التوسع سنة بعد أخرى ، وتخلف المناهج ، وتراجع حتى مستوى المعلم ، كلّ ذلك جعل من دور المدرسة ضعيف جداً في توجيه التلاميذ والطلبة بما يخدم التعلم والثقافة السليمة المتقدمة الناجعة في العراق . { هل تعتقد أن المدرسة في حاضرها وواقعها الحالي قادرة على توجيه البوصلة مجددا لجيل يتجه نحو القراءة ، واكتساب المعارف من الكتاب أو من قصص الأطفال تحديدا ؟ -لنكن دقيقين وصادقين وموضوعيين ، لم تكن المدرسة ، في أية مرحلة من مراحلها ، التي عشتها كتلميذ وطالب ومعلم ، منذ الخمسينيات وحتى الوقت الراهن ، بمناهجها وأساليبها وحتى ثقافة الغالبية العظمى من معلميها ، والمناخ العام الذي عاشت فيه ، في ظل مختلف الأنظمة ، تلعب دوراً يذكر في توجيه التلاميذ نحو الكتاب والثقافة عامة ، صحيح أن في بعض المدارس كان هناك مكتبة ، تضم بعض الكتب ومنها كتب الأطفال ، ربما كان هذا في الخمسينيات وبعض سني الستينيات ، ولكن مع ازدياد التلاميذ ، واكتظاظ المدارس وقلتها ، اختفت حتى بعض هذه المظاهر والنشاطات الخجولة ، ولكن بعض المعلمين ، ممن عشقوا الثقافة والكتاب والأدب ، لعبوا دوراً ايجابياً في توجيه التلاميذ واطلاب إلى الثقافة والكتاب ، وأنا شخصياً أذكر أن الأستاذ شاذل طاقة ، أخذنا أكثر من مرة إلى مكتبة المدرسة ، وقرأ علينا مرة قصة قصيرة للكاتب الروسي مكسيم غوركي ، نعم ، يمكن للمدرسة ، أن تلغب دوراً مهماً في توعية التلاميذ ، وتوجيههم إلى الكتاب ، لكن هذا للأسف الشديد لم يحدث إلا في حدود لا تكاد نذكر . *هل هناك ثورة بالتقنيات من جانب دور النشر في ابراز النتاج الأدبي الخاص بقصص الأطفال ، وهل تعتقد أن هذا يسهم بتحريك المياه الراكدة التي يعانيها مثل هذا الميدان لاسيما بعد عزوف الأطفال عن عالمهم الخاص باللعب والبحث عن الألعاب الالكترونية ؟ -لنتساءل أولاً ، قبل أن نقرّ ولو جزئياً ، بعزوف بعض الأطفال غير الفقراء ، الذين يقضون طفولتهم بالبحث عن لقمة الخبز وسط تلول النفايات ـ يا للعار ـ ، هل يوجد في المكتبات هذه الأيام ما يمكن أن يقرأه الأطفال غير الفقراء ؟ وأنا أتحدث هنا عن مدينتي الموصل بالذات ، التي كانت مدينة الكتاب والمكتبات والتي لم يعد فيها هذه الأيام أكثر من عدد أصابع اليدين من المكتبات . في السابق ، بكل ونواقصه ، كان الطفل يذهب إلى أي مكتبة في مدينته ، فيجد مجلتي والمزمار والمسيرة وملحق تموز ، وحتى بعض المطبوعات العربية ، كما يجد أيضاً مطبوعات دار ثقافة الأطفال ، التي تباع بأسعار زهيدة رمزية . ولكن لنعترف أيضاً ، أن هناك ثورة حقيقية في الاهتمام بكتاب الأطفال ، في الوطن العربي ، وحتى في العراق ، وإن كان ذلك بشكل محدود ، إن دور النشر ، التي تعنى بكتاب الأطفال تتزايد عدداً سنة بعد أخرى ، إذ أن هذا النوع من الكتب ، بدأ يحقق أرباحاً طيبة ، وازداد الاهتمام بمادته وتصميمه ورسوماته وطباعته ، وهذه ثورة حقيقية في مجال كتاب الأطفال العربي ، ومن المؤسف ، وأنا أكتب للأطفال منذ نصف قرن ، أنه لا يتاح لي أن أطلع على كتاب واحد من هذه الكتب ، إذ قلما يصل إلينا مطبوع من داخل العراق أو خارجه ، فأنا أريد أن أعرف مدى التقدم في مادة الكتاب ، وليس ما أراه فقط على الفيس بوك من أغلفة ملونة أخاذة جميلة ، فكيف يمكن أن يتطور أدب الأطفال في العراق في مثل هذه الأجواء . وعلى الرغم من ذلك ، هناك دور نشر قليلة ، تهتم بأدب الأطفال في العراق ، بالإضافة إلى دار ثقافة الأطفال ، التي نأمل أن يزداد دعم وزارة الثقافة لها ، لعلها تعود إلى ما كانت عليه في الماضي ، ومن هذه الدور ، دار البراق لثقافة الأطفال ، وهي تصدر كتبها من النجف ، وهذه الدار رائدة فعلاَ بما تصدره من كتب راقية ، تشارك فيه بحسب علمي في أهمّ المعارض العراقية والعربية ، وتوصل كتاب الأطفال العراقي إلى شرائح واسعة من القراء العرب ، إنها دار مثالية أتمنى أن تقتدي بها دور أخرى ، لتضع ثقافة العراق ، التي لها تاريخها ودورها الفعال في اغناء ثقافة الأطفال في العراق والوطن العربي كله .
|
عدد المشـاهدات 76 تاريخ الإضافـة 11/03/2023 رقم المحتوى 74219 |