أتساءل
هند أحمد
لا شيء أكثر قساوة من الشعور بالندم تندم على فعل خير بغير مكانه تندم على كلمة خرجت منك دون قصد تندم على اوقات وايام ذهبت مع الريح دون شي يُذكر يندم على سنين عمر سُرقت منه دون ان يُثبت وجوده بعمل مميز او ترك بصمة. وهناك ندم مع سين من الناس او الغالبية في بذل قصارى جهدك للوقوف والمساعدة وتقديم الغالي والنفيس دون الاكتراث بصرف المال سوى أنك تتعامل بسّوية، تتعامل بأخلاقك الراقية تتعامل بما تربيت عليه من مباديء و خُلق وقيّم فعندما يُطلب منك مساعدة مالية( دَين) سواء اصدقاء اقرباء غرباء تتعامل بما يُملي ضميرك، حدثت كثيراً مع أُناس ساعدوا قدموا ديناً عندما طُلب منهم عسى ان يُرَد في وقت معلوم ، حدثتني صديقتي وصوتها يملؤه الحزن قالت استغلوا طيبتها بطلب مبلغ من المال (دين) على ان يسددوه بعد فترة، انتهت المدة وطالت الغيبة تقول طالبت بمالي عدة مرات ولم افلح وبالنهاية قفلت تلفونها دون ارجاع الدين، علماً كانت صديقتها المقربة جداً ولهذا وثقت بها وسلمتها مبلغ كبير من المال عسى ان ترد لها ناكرة الجميل .
حقيقة تألمت لحالتها وناكرة الجميل هذه لن تتوفق في حياتها مادامت سيئة وناكرة للمساعدة وأيضا حدثني صديق بأنه اعطى مبلغ من المال الى احد اصدقائه المقرب جداً لمساعدته عسى ان يسدده في فترة معينة..لكنه لم يسدد الدين الذي عليه والمصيبة انه اغلق موبايله وغير مكانه لكي لا يصل صاحب الدين!
اتسائل اين الضمير اين الاخلاق حين وثق بك واعطاك المبلغ اين الكلمة والوعود…اعتقد انهم ليس لديهم شرف ولا ذمة ولا ضمير فهكذا ندم على فعل الخير قاسي جداً…لكن المسيء لن ينال راحة البال ولا راحة الضمير…وكثيرة حالات مشابهة ،، يأخذون ولا يعطون يتمسكنون تمثيلاً ويظهرون بموقف المغلوب على امرهم وهم يخبئون نيات خبيثة…فالندم انواع لكنه يبقى شعوراً قاسياً.
