الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رأيت ( الله) ..وانا ميت


رأيت ( الله) ..وانا ميت

قاسم حسين صالح 

 

   في ليلة 13 / 14 – 12 / 2025 كنت في مطار بغداد  متوجها الى اربيل. كان موعد اقلاع الطائرة..الساعة السادسة والنصف عصرا..تأجل الى الثامنة ثم العاشرة . وكان معي مسافر اجنبي..دار بيننا حديث خلاصته جمله قالها ( Iraq is disaster   - العراق ..كارثة) . ومع أنني لا انام حين اسافر في الطائرة ، حتى لو كانت مدة السفر ست ساعات ، كما حصل في تموز (2025) حين توجهت الى لندن على طائرة ( فلاي اربيل) ، فأنني أغمضت عينيّ ورحت في حلم.

 رأيت في حلمي حصول حادث لطائرتنا ، وان جميع الركّاب المتوجهين معي الى اربيل لم يصبهم ما أصابني.. حيث كنت الميت الوحيد بينهم!..وقد سقطت في مكان غريب في شكله وخضرته وتعرجاته..وشعرت بيدين تمسكاني باليمين وباليسار.

نظرت الى اليمين ، فاعاد وجهي بيد رقيقة ما كانت يدا بشرية، فالتفت الى اليسار ففعل ما فعله صاحبه  وكأنهما يقولان لي ..انظر امامك ولا تلتفت!

مشيت .. ولما وجدت نفسي أنني لم اطق صبرا..قلت لهما:

-        لحظة خل افتهم ..احنا لوين رايحين؟

اجاب احدهما :

* الى الله سبحانه وتعالى !

-        سألت مندهشا: يعني أنا سأرى الله؟!

* نعم ..ولكن ليس كما تتصور!

مرّت لحظات..ضحكت فيها على نفسي وسخرت.. (خبالو!)..ولحظتها ضغط كلاهما على يديّ وقالا:

* قف هنا ..فانت أمام الله سبحانه!

وقفت ..ونظرت ..وكان ما رأيت ..ضوءا فقط!....وسؤال:

* انت قاسم حسين صالح ابن مشرية وايد؟

-        نعم انا هو

* قالوا عنك انك ..ملحد ..

-        ابدا..حتى ولا على طريقة زوربا الذي سألوه: هل تؤمن بالله؟ واجاب :( كلا ..ولكنني اخاف منه).  لكن لديّ خصومة..مع الله!،او قل..أنا زعلان عليه.

* ومن انت حتى تخاصم الله سبحانه او تزعل عليه؟

اجبت برهاوة:

-        اليس هو الذي خلقني..ومن حقي ان اسأله الآن ..لماذا خلقني؟

* خلقك لتعبده

-        نعم..هذا فقط ؟  اجبته ساخرا.. وأنا لا اعبده ما لم يفي بما وعد

* وبماذا وعد؟

-        وعد انه يحقق العدالة الأجتماعية ، وأن الناس سواسية ، فيما الحال في العراق ..على العكس ..مجموعة افراد استفردوا بالثروة وتركوا الملايين في فقر ما شهدوه رغم ان العراق هو اغنى بلد في المنطقة ..

* وواحد من اغنى عشرة بلدان في العالم.. اليست هذه عبارتك التي ترددها دائما..اسمع ياهذا

-        انا لست هذا ..اجبته محتجا ..وتابعت. ولكن ، اليس الله هو القائل: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)..

* أكملها: (  أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾

-        حكامنا في العراق..يشعرون ياسيدي وينكرون!

 

* وهذا لحكمة ..لقوله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ ، والله سبحانه لا يحب المفسدين ، ولا يصلح عمل المفسدين.

 

-        نعم! ..اجبته مندهشا.. يعني ،يدعهم يملئون خزاءنهم  ويأخذون الجمل بما حمل ..

* لأن مصيرهم جهنم وبئس المصير

-        أشك وعيونك.. تعرف ليش ؟.. لأن يروحون يزورون بيت الله ويستغفرون ،وسيسامحهم..لأن الله غفور رحيم!.لا ويجوز يوديهم للجنة ويتزوجون حور العين ..اجمل من (حور العينات) اللي تزوجوهم بالدنيا..علنا وسرّا!

 وسمعت صوتا : اربطوا احزمتكم ..فنحن سنهبط بعد دقائق  في مطار اربيل.

ولكزتني زوجتي بيدها : شد احزامك..كافي نوم وهلوسه ..راح نهبط

وهبطنا ..وظلت حسرة في قلبي أنني لم اسأل الله :

لماذا ابتليت العراقيين الطيبين..اهل الغيرة..بهؤلاء الحكّام الفاسدين ..وغلقت كل الأبواب للخلاص منهم؟..لماذا ياسيدي؟!


مشاهدات 15
الكاتب قاسم حسين صالح 
أضيف 2025/12/20 - 3:01 PM
آخر تحديث 2025/12/21 - 1:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 71 الشهر 15182 الكلي 12999087
الوقت الآن
الأحد 2025/12/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير