الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الخدمات البلدية..  أموال تصرف وواقع لا يتغيّر

بواسطة azzaman

الخدمات البلدية..  أموال تصرف وواقع لا يتغيّر

غزاي درع الطائي

 

كلما أمطرت السماء العراقية، غرقت المدن وأصبحت شوارعها بحيرات تختلط فيها المياه مع الأطيان، وربما دخلت مياه الأمطار إلى داخل البيوت، مسببة هلعا شديدا لدى ساكني هذه البيوت، وأضرارا كثيرة في الأثاث والأجهزة والمعدات المنزلية، وعلى السائرين في الشوارع أن يتحملوا ما فيها من أطيان، وأن يكونوا حذرين جدا من فتحات التصريف التي فقدت أغطيتها، أما في مجال شبكات نقل الكهرباء، فإن العديد من أعمدة الكهرباء تصبح أعمدة موت محقَّق بسبب ما فيها من تسريب كهربائي، ومن أسلاك حرَّة لم تنقطع عنها الكهرباء، كلما أمطرت السماء العراقية، ظهر للعيان عجز شبكات المجاري ومنظومات تصريف مياه الأمطار عن أداء المهمات التي أُنيطت بها، بالرغم من الأموال الكثيرة التي صُرفت على مشاريعَ، كان المؤمل منها أن تكون سببا في تحقيق واقع حضاري يليق باسم المدينة، ومدعاة لتسهيل عيش آمن معطر بالجمال والعذوبة.

وهنا نتوقف عند نقطة مهمة وهي أن الخدمات البلدية لا بد لها من أن تأخذ بنظر الاعتبار، تلبية المتطلبات المتزايدة، الناتجة عن النمو السكاني المطرد والتطور العمراني المتزايد في المدن، الذي استدعى توسيع رقعة الحدود البلدية للمدن العراقية، وأن تأخذ تصاميم المشاريع الخدمية بعين الرعاية قدرتها على استيعاب ذلك النمو والتطور الكبيرين، مع حساب المتغيرات المتوقعة في القادم من السنوات، وأن يكون تنفيذ تلك المشاريع متميزا بضمان الجودة والدقة، بما يجعلها قادرة على الصمود لسنوات عديدة، وليس الانهيار أمام أو امتحان لها، بسبب ما فيها من نقاط ضعف ومراكز وهن، جرى غض النظر عنها في أثناء عمليات التنفيذ، ونذكر هنا أن أموالا طائلة وميزانيات رنانة تُصرف على المشاريع البلدية من الميزانية المركزية، فضلا عن الأموال الطائلة الأخرى التي تأتي من الموارد الذاتية للدوائر البلدية في جميع نواحي وأقضية العراق ومراكز المحافظات.

مواقع التواصل

 هذا من جانب ومن جانب آخر، نرى أنه كلما أمطرت السماء العراقية، تصاعدت الدعوات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتعالت الصيحات للمطالبة بإعلان العطل الرسمية، تحت تبرير واضح وجلي هو غرق الشوارع بالمياه والأمطار، وكل عطلة هي تعطيل لحركة الحياة والعمل. 

وفي الختام، يأتي السؤال الآتي مبررا: هل يأتي على المدن العراقية يوم تختفي فيه مياه الأمطار والأطيان عن وجوه شوارعها، ويكون السير في الشوارع تحت المطر آمنا وشاعريا، من غير مياه ولا أطيان، ولا خوف من أعمدة تتسرب منها الكهرباء، أو من فتحات تصريف مياه مجردة عن أغطيتها، في ظل مشاريع منفذة كفوءة مضمونة وقادرة على التصريف السريع، من غير تلكؤ أو تعطُّل، هل يأتي على المدن العراقية يوم تختفي فيه الدعوات لإعلان عطلة رسمية كلما أمطرت السماء العراقية؟. 

 


مشاهدات 43
الكاتب غزاي درع الطائي
أضيف 2025/12/17 - 3:07 PM
آخر تحديث 2025/12/18 - 11:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 503 الشهر 13366 الكلي 12997271
الوقت الآن
الخميس 2025/12/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير