سافَروا كمرتزقة وماتوا غرباء
صلاح الربيعي
في زوايا الحروب البعيدة والقريبة يظهر اسم بعض العراقيين الذين وجدوا أنفسهم وقوداً لصراع بين روسيا وأوكرانيا لا ناقة لهم فيه ولاجمل حيث التحق أفراد من شباب العراق الى الحرب في روسيا وفي اوكرانيا وبدوافع مختلفة فهي مابين الفقر والبطالة والإهمال ومابين التهميش والوعود والمغريات المالية أو الأوهام الأيدلوجية حتى وجدوا انفسهم مرتزقة في حرب ِ لا تعترف بالغرباء ولا ترحمهم
ولقد غادر الأغلبية من هؤلاء أوطانهم هربا من ضيق العيش فاستقبلتهم ساحات القتال بواقع أقسى مما وُعِدوا به دون قضية وطنية وشرعية تحميهم ولا عَلمُ يَلفُ جثامينهم أو يُوضَع على نعوشِهم ولا ذاكرة رسمية تحفظ أسمائهم لقد قضوا غرباء في أرض لا تعرفهم وماتوا خارج سياق التاريخ الذي ينتمون إليه وتُعيدُ هذه الظاهرة الغريبة على العراقيين طرح أسئلة كثيرة مؤلمة وموجعة عن مسؤولية السلطة الحاكمة في العراق ومن سيتحمل مسؤولية هؤلاء الضحايا أمام الله عز وجل وأمام القيم الإنسانية والمعايير الأخلاقية ؟ وماهو دور الحكومة في حماية شعبها من الضياع أو الموت ومن الفراغ الانساني والاجتماعي والاقتصادي والنفسي الذي يعانون منه مما يدفع الكثير منهم بيع حياته مقابل أجرٍ مالي مؤقت وبكل الأحوال الحروب ستنتهي حتما لكن الغرباء الذين ماتوا فيها سيبقون مجرد أرقاماً منسيةً وضحايا فقرٍ وسوء خياراتٍ وسياسات السلطة الحاكمة التي لم تُعالِج تلك الظواهر الخطيرة والمؤلمة وتقطع جذورها انقاذاً لما تبقى من أبناء الوطن المظلوم