الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الطيران المدني العالمي.. عن ماذا نحتفل نحن ؟

بواسطة azzaman

الطيران المدني العالمي.. عن ماذا نحتفل نحن ؟

فارس الجواري

 

في السابع من كانون الثاني 2025 تحتفل قطاعات الطيران المدني حول العالم باستعراض ما حققته من إنجازات خلال عام مضى، وهذا حق مشروع لكل منظومة تطورت وارتقت بمعايير السلامة والخدمات والبنى التشريعية.  لكن عندما أنظر إلى واقع قطاع الطيران المدني العراقي لا أجد سبباً واحداً يدعو للاحتفال؛ بل أرى قطاعاً يواصل تراجعه بلا توقف، في شقيه التشريعي والخدمي على حد سواء.

أولاً: الجانب التشريعي

لا تزال سلطة الطيران المدني العراقي واحدة من خمس سلطات فقط في العالم لم تتمكن من اجتياز برنامج USOAP للسلامة التشغيلية الصادر عن الإيكاو وهو مؤشر خطير يضع تشريعاتها تحت المجهر ويجعل مصداقيتها موضع شك ويضاف إلى ذلك القرارات المربكة مثل منح حقوق الحرية الخامسة لشركات أجنبية بشكل غير مشروط وعلى حساب الناقل الوطني ما يعكس تخبطاً تشريعياً يضر بسمعة هذا القطاع الذي قارب نشأته القرن من الزمان

ثانياً: الجانب الخدمي – مطارات بلا بوصلة، المطارات وكوادرها تئن وتشكو بلا مجيب.

مستثمر محلي

فمطار بغداد الدولي جرى تسليمه إلى مستثمر محلي بالشراكة مع شركة تشغيل من أمريكا الجنوبية بنسبة 57 بالمئة مقابل 43 بالمئة للحكومة، على وعد بإعادة تأهيله خلال أربع سنوات… بينما الواقع لا يزال ضبابياً.

أما مطار الموصل فقصته نموذج للتخبطات الإدارية.. حيث افتُتح كـ(دولي) ثم تراجع إلى (محلي) ثم أصبح بلا رحلات تقريباً باستثناء رحلات بعض المسؤولين.

 وفي المقابل  كوادر المطارات حاليا في اعتصامات احتجاجاً على ضياع حقوقهم وهو ما يهدد بشلل عمل المطارات في أي لحظة ان لم يستجيبوا لمطالبهم المحقة

ثالثاً: قطاع النقل الجوي – الناقل الوطني تحت الحصار

لا يزال الناقل الوطني العراقي عالقاً داخل نفق الحظر الأوروبي الممتد منذ 11 عاماً رغم صرف ملايين الدولارات على لجان من الإياتا ورغم البيانات الرسمية التي تتحدث عن نسب إنجاز بأرقام تتجاوز 80 بالمئة الا ان واقع الحال يشير إلى أنه لا وجود لها على أرض الواقع.

وتزداد  الصورة قتامة مع ارتفاع عدد الطائرات العاطلة والمتوقفة بسبب نقص المواد الاحتياطية وغياب مركز صيانة متكامل.

 كل ذلك فتح الباب واسعاً لشركات الطيران الإقليمية لتسيطر على السوق العراقية وتستفيد من حقوق الحرية الخامسة التي مُنحت لها في عهد الحكومة المنتهية ولايتها، لتحل عملياً محل الناقل الوطني.

رابعاً: أزمات متوارثة… وحلول غائبة

إخفاقات إدارية مزمنة نقص في التدريب ضعف في التسويق قرارات مرتجلة وتخطيط غائب… كلها ملفات متراكمة جعلت القطاع يعيش أزماته ذاتها منذ عقود دون أي إصلاح حقيقي.

لذلك… بينما يحتفل العالم اليوم بإنجازاته في الطيران المدني نقف نحن أمام قطاع يزداد انحداراً وتضيع فيه الحقوق وتتكرر فيه الأخطاء ذاتها.

لهذا لا أجد في هذه المناسبة ما يدعونا إلى الفرح… بل ما يدعونا إلى وقفة نقد ومراجعة قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة.

رسالتي إلى من يجلس اليوم ليضع أسس بناء حكومة جديدة لأربع سنوات قادمة.

لعل هناك من يسمع

 

 


مشاهدات 45
الكاتب فارس الجواري
أضيف 2025/12/13 - 1:09 AM
آخر تحديث 2025/12/13 - 11:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 613 الشهر 9656 الكلي 12793561
الوقت الآن
السبت 2025/12/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير