الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة

صلاح الربيعي

يُعدّ الفساد والإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه الدول ومجتمعاتها وهما لا يعملان بمعزل عن بعضهما بل يتغذى كل منهما على الآخر  فالفساد يفتح الطريق أمام الإرهاب ويساعده بالزحف نحو اهدافه القذرة .

وبنفس الوقت الإرهاب يوفر الغطاء للفاسدين  من خلال تفعيل اجواء الفوضى  التي تسهل لهم عمليات الفساد بكل اشكاله المختلفة وهنا تنشأ دائرة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في كل البلدان وحين يضعف القانون وتُخرق الأنظمة وتتآكل مؤسسات الدولة سيما العراقية منها نتيجة الرشوة والمحسوبية  ستتسع الفجوة بين المواطن والسلطة مما يخلق بيئة خصبة تنمو فيها الجماعات المتطرفة والمنحرفة  فالإرهاب لا يترعرع إلا في أرض وبيئة  فقدت العدالة ولا يجد له موطئ قدم إلا حينما يفقد المواطن ثقــــته بالسلطة عندما تكون تلك السلطة ظالمة وفاسدة ولاتحفظ حقوق مواطنيها ولا تحقق لهم أبسط الحقوق  الانسانية ومن جانب آخر يستخدم الإرهابيون الفساد والفاسدين أداةً لتمويل نشاطاتهم وذلك من خلال عمليات التهريب وغسيل الأموال والابتزاز  .

بينما يستغل بعض الفاسدين حالة الفوضى التي يولدها الإرهاب لنهب المال العام بعيداً عن الرقابة والمساءلة وهكذا تتداخل مصالح تلك الاطراف لِيكوِنوا شبكة مدَمِرةً تهدد سيادة الدول ومستقبل أجيالها وان القضاء على  الإرهاب لا يمكن أن يتحقق بقوة السلاح فحسب وانما من خلال  محاربة الفساد والقضاء على اصوله ومسبباته وترسيخ أسس العدالة مع ضرورة تعزيز وإعادة ثقة الناس بمؤسسات الدولة وحينما تتطهر الإدارات الحكومية من الفاسدين ويتساوى الجميع أمام القانون  ستجف منابع التطرف والإرهاب  ويتحصن المجتمع ضد مشاريع الخراب.

وهذه معركة شرسة ذات أبعاد متعددة وان القضاء على الفساد هو الطريق الأمثل لتجفيف منابع الإرهاب وبناء دولة مؤسسات قادرة على حماية مواطنيها  وتضمن لهم الحياة الحرة الكريمة وفقا للضوابط القانونية السائدة