مواهب على خط الكبار

حسين الذكر

قبل سنوات شكلت لجنة في وزارة الشباب والرياضة كنت احد اعضائها نقاشت  تاسيس مراكز الموهبين خاصة بكرة القدم باعتبارها الاكثر سعة مع تهيئة المنشئات وصرف الاموال الطائلة وتوفر الاف الموهبين . هذه المراكز بعد عقد من الزمن لم تقدم للدولة - باعتبارها مصدر اساس للواردات العامة – شيء يعزز قوتها .

بعد سنوات التقيت بصديقي مدير المراكز فسالته : ( كيف عملكم في المراكز الكروية )؟ ..  فقال : ( العمل بفاعلية ونشاط والامور ممتازة رواتب ونثريات وخدمات ) . حينما سالته عن عدد المواهب بدا يعد باصابعه قائلا : ( في بغداد اربعمائة وفي المحافظة سين مئتين وفي ص مائة وفي ج ثلاثة مئة ... حتى عبر الالف وما زال يعد ) .. فاستوقفته بدهشة : ( يا اخي سالتك عن عدد الموهبين وليس المتدربين في المراكز كلها .. فاذا كان عددهم اكثر من الف كما تدعي ... ينبغي ان نكون ابطال كاس العالم بلا منازع ) .

التجربة العراقية لا تختلف كثيرا عن بقية تجارب المراكز العربية التي ظلت تراوح مكانها برغم صرف المليارات خصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي التي تتهيء فيها البيئة المناسبة والمستقرة والمنشئات المثالية والدعم المالي والمعنوي والتشجيع والصرف الحكومي بلا حدود .. لكن بحسبة صغيرة لا تحتاج الى عبقرية ولا يقصد منها تسقيط الاخر .. بقدر ما هي عملية تذكير ومحاولة تصحيح مسارات كانها خصصت للهدم لا للبناء المجتمعي ..

فسؤال واحد عملي بنوايا حسنة يكشف حال الواقع الكروي العربي بجميع مراكزه وفئاته العمرية ومنتخباته الوطنية وانديته الاولى ..

فيا ترى كم عدد الموهبين الذين تم (انتاجهم احترافيا ) من هذه المراكز المكلفة بالمليارات وتم تصديرهم بنجاح وبعقود مليونية للاحتراف في اوربا ؟ وكم هي الواردات التي جلبوها لميزانيات دولهم بعد سنوات طويلة من الصرف على اعدادهم حتى اكتمال تنشئتهم .. فضلا عما طوروه في اداء منتخباتهم الوطنية ؟

ومن لا يرى بالغربال اعمى !