الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في سبيل الفرد والدولة

بواسطة azzaman

في سبيل الفرد والدولة

فاضل ميراني

 

لو تهيّأ لأي فرد مهتم او جهة اختصاص ان تبحث في ارشيفنا للوقوف على دوافع عملنا الفكري والسياسي، منفردين ومجتمعين مع باقي شركاء عقود من العمل الصعب ضد الجهة الصعبة في سبيل الهدف الصعب، سيصل بيسر ان وضع الانصاف ميزانا، الى ان دافعنا هو مواطن مصون الحق والكرامة في دولة مؤوسسات حقيقية.

ليس النضال والتضحيات امرا يسيرا ابدا، انه قرار انحياز محفوف بالخطر الدائم الداهم، سيما في انظمة ترى المعارضة جرما، وتوسع نطاق العقاب عليها.

لكننا وامام يقين فكر وصدق وجدان وتوجه عزم، لم نضطرب في قرارنا الكبير، ولم تهتز صورة المثال امامنا، فكان البارزاني ويبقى عندنا هو ذلك الانسان الذي لم يقرر الّا ما يجب ان تكون عليه حال العراقيين و العراق و الكوردستانيين و كوردستان، بعيدين عن انظمة التوتر والتخندق المضر، وان يصحح مسار الحكم و تتوازن العلاقة بين الحاكم و المحكوم وان ترعى تلك العلاقة بضوابط دستورية و قواعد قانونية رفيعة عادلة.

ثمة عدم فهم و تفطية و بقايا فهم مغلوط للعمل السياسي العراقي المعارض و المستمر بجهده للعراق للان، مرجعه الحملات الكثيفة القديمة ضد المعارضين، و الدعاية المكذوبة التي جرى و يجري بها تجهيل الناس لحرف انتباههم عن حقوقهم، فقد اجتهدت قبل الان اجهزة كبرى في تخويف العراقيين من معارضة توجهات الحاكم فكانت النتائج كارثية، ثلاثة حروب و حصار و قبلها و خلالها حملات انفال و قصف وتجفيف اهوار وتسفير وتهجير واسقاط جنسية.. ومع ذلك فأن اعادة الاعتبار للمضحين الكثر الذين بعضهم مجهولا، لم تتحقق بسبب سرعة الاحداث في التبدل الابرز في 2003 وما حدث بعده من عنف و تسيب في الرقابة..

اكرر في كل مناسبة حديث او اجتماع وطني ان مواجهة حقائق السلوك في المسؤولية هو عمل مهم اذا ما اقترن بخطة تصحيح واقعية فعّالة.. كلنا في مركب واحد، لا يحتمل تعمد الضرر به، كل اجزاء هذا المركب، فردا، جماعة، سماء و ارضا، هي امانة لا تحتمل لا تحول المناصب لمكسب على اساس مكافأة، و لا تحتمل تشكيل طبقة تدعو للتقيد بما لا تتقيد هي او بعضها به.

الفرد العراقي، فرد متنوع الجيلية و النوع و الفكر، لابد له و منه حقه وواجب على السلطات ان تمنحه كل حقه قبل ان تفرض عليه واجبا.

بناء الفرد هو النأسيس لبناء الدولة، في مثل حالنا، هذا هو اول خيط لابد ان يمد لحبل الثقة، ولذا كان كل عملنا يرتكز حول التحرر والحرية المنتجة، حرية تثمر وعيا بالدور و سلامة في القرار و إصابة في الوصول للهدف، وعلى العكس فقد مني المجتمع بأغلبه بخسارات يوم انفردت به سلطات انفقت على حلمها الغريب المشوه عن دولة حديدية، فذابت امام اول مواجهة مع قوى العالم المؤثرة.

في سبيل الفرد والدولة حسب رؤيتنا وعملنا فالضمان هو نفسه الفرد و الجماعة، حيث العيش الامن المشترك، وحيث المواطنة المحترمة وفرص العمل الكفاية، وبعكسه فالذهاب لخسارات جديدة ما عاد المجتمع يحتملها.

مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني.

 

 


مشاهدات 26
الكاتب فاضل ميراني
أضيف 2025/11/25 - 2:31 PM
آخر تحديث 2025/11/26 - 4:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 144 الشهر 18838 الكلي 12680341
الوقت الآن
الأربعاء 2025/11/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير