غياب مؤثّر
عبد الحكيم مصطفى
الغياب المتكرر لمشجعيالفرق الجماهيرية عن مدرجات ملاعب العاصمة بغداد ، التي أقيمت فيها مباريات بطولة دوري نجوم العراق لكرة القدم ، و مباريات بطولة اندية ابطال اسيا (أ) ، بطولة اندية ابطال اسيا (ب) في الشهرين الماضيين ، أثار تساؤلات عديدة ، خاصة ، بعد أن خفّضت ادارة نادي الشرطة سعر تذكرة الدخول الى ملعب المدينة في مباراته امام فريق نادي الاتحاد الى خمسة الاف دينار ، واتخذت ادارة نادي الزوراء الخطوة عينها في مباراة فريقها امام استقلال دوشنبة الطاجيكستاني في ملعب النادي بالشالجية ، لتحتوي ذريعة عدم القدرة الشرائية للمشجع .. ومع ذلك لم يحضر الانصار الى المباريات بالعدد الذي كان متوقعاً .. البعض ربط تراجع الحضور الجماهيري لمدرجات الملاعب ، باخفاق ادارات الاندية الجماهيرية القوة الجوية والشرطة والزوراء والطلبة في تشكيل فرق متمكنة بوسعها إنجاز ثنائية الاداء والمردود في الاستحقاقين المحلي والقاري .. والبعض أشار الى عدم توفر بعض الخدمات الاساسية للجمهور في عدد من الملاعب التي تقام فيها المباريات ، حيث لا توجد كافتريات ودورات مياه ، ومقاعد نظيفة للجلوس عليها في المدرجات ، وربما هذا سبب ثانوي لابتعاد الانصار عن الملاعب .
هل ان عدم تجاوب الانصار مع توجهات ادارات الاندية الجماهيرية في الحضور الى مدرجات ملاعب بغداد ، هو نوع من المحاسبة ، لادارات الاندية غير المحترفة واللاعبين غير المثابرين والمدربين غير المتمكنين .. وهل ان فرق الاندية الرياضية بوسعها التخلي عن الجمهور ، واللعب في ملعب لا يحضر في مدرجاته العدد الكافي من الانصار .. عن التساؤل الاول يمكن القول ان الجمهور لا يملك وسيلة احتجاج على تراجع مردود فريقه ، غير الامتناع عن متابعة فريقه المفضل من المدرجات ، وهذا السلوك وسيلة ضغط حقيقية على ادارات الاندية واللاعبين والمدربين على حد سواء .. وعن تخلي الفريق عن جمهوره ، فهو غير ممكن تحت أي ظرف كان .. وهنا يقول الدولي السابق والمدرب المتمرس جمال علي ان عدم حضور الجمهور الى ملعب المباراة ، يُشّكل عامل احباط للاعبين كلهم ، وتتحول المباراة الرسمية الى مباراة شبه ودية ، وبالتالي فإن إرضاء الجمهور مسؤولية كبيرة تقع عاتق اللاعب والمدرب وادارة النادي . علاقة النادي الرياضي مع جمهوره ، علاقة عضوية ، لا يمكن ان ينفصل الواحد عن الاخر .. دور الجمهور لا يقتصر على الحضور الى ملعب المباراة ، وتشجيع اللاعبين على خوض المباراة بهمة عالية .. الجمهور يحفز اللاعب والمدرب وادارة النادي في العمل بجد في كل مراحل الموسم الرياضي .. في مرحلة الاعداد تعمل ادارة النادي على تحقيق رغبة الانصار في الاستعانة بافضل اللاعبين ، واسناد مهمة تدريب الفريق باحسن مدرب وهذا يعني ان الجمهور مشارك بنسبة معينة في صنع القرار الاداري والفني للنادي .. وفي مرحلة المنافسات اللاعب والمدرب وادارة النادي تحت ضغط المدرجات في مباريات الدوري كلها ، لتقديم الفريق افضل ما عنده .. وفي المرحلة الانتقالية الجمهور يتابع يوم بيوم التطورات الفنية في فريق ناديه , وكيف يستعد للموسم التالي ، ويضغط باتجاه تصحيح مسار الفريق عند الاخفاق ، وتعزيز قدرات الفريق عند نجاحه في تحقيق تطلعات الفريق .
الجمهور في تفاصيل العمل الرياضي كلها ، إرضاء هدف لا يحيد عنه أي نادٍ رياضي .. الجمهور طاقة ايجابية لا غنى عنه .. عندما تكون الادارة واللاعب والمدرب في مستوى تطلعات الجمهور المشروعة ، فان وفائه سيكون بلا حدود.