الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السماءُ تروي ظمأ الوطن علّها تغسل الساسة

بواسطة azzaman

السماءُ تروي ظمأ الوطن علّها تغسل الساسة

أمير علي الحسون

 

السماءُ تُنزل غيثها، فتروي ظمأ الأرض، وتغسل وجه بغداد وسائر مدن العراق بماءِ الرحمة، كأنها تبث رسالة ربّانية بأن لهذا الوطن مكانةً في عين الخالق لا تزول، وأن شعبه—كما يستقبل أهل الحجاز ضيوف الرحمن—يستقبل ضيوف الحسين عليه السلام بقلوبٍ تفيض إيمانًا وكرمًا؛ ليبرهن أن العراقيين هم أصدق الشعوب تمسّكًا بمحمدٍ وآل محمد، وأطهرها خدمةً للحائر والزائر والمارّ والمسافر.

ومع كل قطرة مطر تنحدر على ثرى البلاد، ينهض الأمل من جديد، لكن ينهض معه خوفٌ دفين:

أن تعود قريبًا عراكات المناصب، وأن تتقد نار المحاصصات، بعد أن لبّى الشعب نداء الوطن والمرجعية، وخرج بصدقٍ ونقاء، يمارس ديمقراطيته بشرف، ويختار نوابه بقلبٍ لا يريد سوى خدمة العراق.إنّ نوابًا يجلسون اليوم تحت مظلة زعماءٍ يشتركون في النجاح إن وقع، كما يشتركون في الفساد والتشظي إن تفشّى، مطالبون أن يقطعوا عهدًا صادقًا… عهدًا لا يُلمّع على الشاشات، ولا يُسوّق بالتصريحات.

إيّاكم وصراع المصالح…فالله الذي أنزل المطر صافيًا، قادرٌ أن يُنزل العواصف عاصفة، والزلازل جارفة، فتُغيّر بوصلة الشعب الذي انتخب بلياقة عالية، ولن يتردد يومًا في الخروج ليعلن حريته في الرفض، ويُسقط كل فاسد أو مؤدلج لا يسمع صوت الوطن.لا تغادروا شعارات الأمس…أنتم والنخب الجديدة في البيت النيابي أمام فرصة نادرة.فتنافسوا على المواطنة لا على المناصب، وعلى جودة الخدمة لا على حصص الغنائم، وعلى اختيار وزراءٍ وقادةٍ يسمعون نبض العراق قبل كل نبض، وصوته قبل كل صوت.إن المطر الذي هطل ليس ماءً وحسب، بل نداء من السماء، وتذكيرٌ بأن الوطن يغتسل، وينتظر أن تُغسل السياسة معه؛ ليشرق صبحٌ جديد، نقيٌّ من شوائب الصراع، طاهرٌ من غبار المحاصصة.

 

 


مشاهدات 62
الكاتب أمير علي الحسون
أضيف 2025/11/17 - 2:23 AM
آخر تحديث 2025/11/17 - 5:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 176 الشهر 11937 الكلي 12573440
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير