مدونات (ابو هيا) في نادي الصيد
حسين الذكر
سبق وان التقيت الكابتن احمد راضي مرتين في نادي الصيد من قبل واحدة كانت تخص الواقع الرياضي العراقي العام وعلى هامش ممارسته لعبت التنس في النادي الاثير على قلبه .. والثانية تدور حول محورية افكاره ورؤاه الخاصة بكرة القدم العراقية وضرورة كسر القواعد الجامدة والنهوض بمشروع جديد يليق بها وبما تستحق من تاريخ ومهارات وقاعدة ممارسة تفوق فيها بقية دول اسيا والخليج .
منذ الخبر الفجيع 21 – حزيران – 2020 برحيل الكابتن ابو هيا رحمه الله ظلت تنتابني مشاعر الحزن وضرورة كتابة شيء عنه .
وبما ان الاخوة والزملاء تناولوا حياته ومحطاته بشكل موسع ولم يتركوا شيء الا وكتبوا وابدعوا فبه حبا واخلاصا للراحل الكبير .. مما جعلني افكر بطريقة اخرى حيث اتصلت وكتبت لجميع الاخوة ومن اعتقد ان لهم علاقة استثنائية مع الراحل ويمكن ان يترجموا ذكرياتهم في سرد يتحول الى مادة ارشيفية توثيقية تهم الدارسين والمحبين والمتخصصين في عالم الكرة العراقية الذي شهد تراجعا ملحوظا على مختلف الصعد منتخب وطني وفئاة عمرية ودوريات وغير ذلك ما يلحقها من شؤون ادارية متواضعة فضلا عما يمكن تسميته بمرض العصر اذ تعلن مؤسسانا الرياضة الاحتراف فيما لا يوجد على ارض الواقع اي دليل يؤكد ذلك من معناه الحقيقي الذي تعزز واصبح قوة جبارة في اوربا وبقية الدول المتطورة كرويا اذ حولوا اللعبة الى مصدر قوة ودعم وتعضيد لموارد الدولة وتطوير المنشآت الرياضية وتحسن المستوى الفني على صعيد المنتخبات والاندية والفئات فيما لا نتلمس من ذلك شيء يستحق الذكر على ارض الواقع الذي غدا عبارة عن تخصيصات حكومية لمبالغ كبيرة جدا .. تذهب كرواتب وعقود للاعبين ومدربين واداريين محترفين دون ان تكون هناك اي حسابات ورقابات والزامات للحرص على المال العام والتاكد من موارد الصرف ومتابعة التطوير بالمؤسسات.
مرة اخرى عدنا لنادي الصيد بعد ان وجه لي الدكتور حسنين معلة رئيس النادي دعوة لاقامة حفل توقيع كتابي الجديد الخاص عن حياة الراحل ( مدونات دامعة ) الذي تاخر ظهوره للعلن سنوات بعد ان فجعت بماساة ولدي الراحل الحكم ( انصار ) .. سيما وان للدكتور حسنين مادة منشورة حول ذكرياته مع احمد راضي .. (المدونات) .. عبارة عن ذكريات دونها احبائه واصدقائه وزملائه واهله وكل من يحمل في ذاكرته شيء عنه خلال مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لعقود اصبح فيها الفقيد رمزا وطنيا ورياضيا .
على قاعة قرطاج تجمع حشدا كبيرا من النخب المجتمعية والكفاءات الجامعية والابطال الرياضيين والاعلامين ورجال السياسة والفن وكل من يعشق حياة الراحل وقد القى الاستاذ اراس حبيب راعي الحفل كلمة بحق الكابتن استذكر فيها الكثير من المواقف التي ربما لم نسمع عنها الا من خلاله كما اشاد بالحضور الكريم من محبيه متمنيا لاهل الرياضة والعراقيين عامة مرحلة قادمة تعد طفرة نوعية على صعيد الخدمات والاستقرار والامان والرقي والازدهار ان شاء الله .