ملاعيب العيد
جمال السوداني
و في الفصحى : ( ملاعب العيد ) تلكم اللعب و التحايل على المفاهيم و المبادئ و القيم . فالتمثيلية المفبركة بالديمقراطية ، و بإحدى أوجهها الإنتخابات ، هي إستغباء للمجتمع ، و فتك له ، و إعطاء ( الشرعية ) له . و كأن قتلا لم يحدث ، و كأن نهبا لم يحدث ، و كأن مأساة لم تحدث .
و من استغبائهم للمجتمع ، أخذوا يشيعون بأن نسبة المشاركة في الإنتخابات لا تعني شيئا سلبيا ، و لا تطعن فيها ، و بنزاهتها . و هذا خلاف للعلم ، و خلاف للمنطق . إذ تعمم في العلم النتائج ، بعد ظهور نسبة 51بالمئة .. و يعمم في المنطق في حال إذا كذبت الجزئية كذبت الكلية .
لقد أدخلوا القوات المسلحة في الإنتخابات كشهود زور . فكيف يحق لهم الإنتخاب و لا يوجد من يمثلهم بالترشح ..؟ و بالتأكيد سيحصد أصواتهم من عينهم برواتب عالية ، لأنه ولي نعمتهم ، إذ أفادهم بدون وجه حق . إن مئات الآلاف منهم بلا تحصيل دراسي , و بلا مهارات ، و أنظروا لإحصاءات الهروب و التخاذل فهي فاضحة ، و هي دليل دامغ ، و كأنهم لم يسيؤوا ، و لم يرتكبها الخطايا . إذن ، يجب إبعاد القوات المسلحة عن الإنتخابات ، بالأساس ، و بالمعطيات .
ثم هناك عمل غير شرعي ، حيث تؤخذ أصوات الناخبين لشخوص بأعينهم إلى شخوص آخرين ، و كان الإنتخابات حزبية ، شللية . فهل العراق موجود في غير كوكب ..؟ و ما هذه الصور المريبة التي تعبر عن العراق و العراقيين ..؟
لقد تنعم أعضاء مجلس النواب على حساب حقوق العراقيين ، و أوغلوا في إبتزاز المال العام . فرواتبهم غير شرعية ، و لا تشبه رواتب العراقيين ، و لا تشبه رواتب نواب دول الغرب و لا دول الشرق ، قياسا للدخل القومي للفرد في العراق ، و قياسا للدخل القومي للفرد في دول الغرب و الشرق .
في أحد الأيام ، إلتقى نمساوي و ياباني و عراقي في أحدى المقاهي الأوروبية . و أتى الحديث عن الإنتخابات . فقال النمساوي : ( تظهر نتائج الإنتخابات عندنا بعد 12 ساعة ) . و قال الياباني : ( لا ، عندنا أجهزة تظهر لدينا النتائج بعد 6 ساعات ) . فقال العراقي : ( نحن نعرف النتائج قبل الإنتخابات ب6 أشهر ) .