الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خليف المحل يرسم الحزن بفرشاة الأمل

بواسطة azzaman

خليف المحل يرسم الحزن بفرشاة الأمل

فنان يزاوج الأساليب ليصنع رمز الإنسان وواقعه

صباح سليم علي

 

دفع أهتمام التشكيلي الموصلي خليف محمود المحل بالبيئة الأجتماعية للأنسان العراقي إن يتوقف لدى الأنسان كفكرة أولى أي الأساس التي تقوم تجربته برمتها.

 فهو المحتوى الداخلي والمعلن لأعماله وهو قبل ذلك أساس المنهج الواقعي للمعالجات الفنية.

ولعل تأثيرات البيئة الأجتماعية في تجاربه ذات أتجاه يسير بموازاة ما قدمه من تجارب تخص المضمون النفسي لنماذجه الفنية ولأفكاره المجسدة بالخط واللون والكتل. فخليف محمود أخلص للأنسان الذي عرفه وخبر أسرار عذابه ..ومن هنا نرى ذلك الحزن الدفين المرتسم في عيون رجاله أو نسائه أو أطفاله ..وهو حزن مرئي وداخلي في الوقت نفسه. أنه الحزن الذي يجعلنا على حافة المجهول وفي قلب الواقع. ..ففي أعماله التي درس فيها الموضوعات الأجتماعية. توقف كثيراً لدى الطبقات الفقيرة والمهمشة.

النساء اليزيديات وهن في حالة النزوح. الحمال وهو في لحظة قيلولة على عربته الخشبية ..السواس ..وعمال البناء ورعاة الغنم ..أنه يجسد الحياة الأجتماعية في متغيراتها وحركتها المستمرة. ..وغير ذلك حيث يبرز الأنسان كرمز واقعي وكواقع مباشر عالجه الفنان كمسلمة أولى ..وبالرغم من حالات الأسى الأنساني التي يعالجها. يظهر الأمل كقيمة فنية مجسدة في الحركة والفضاء والنور والرموز الأخرى.

طرقات مدينة

هنا يكثف الفنان عمله بمزاوجة الأساليب في أسلوب تعبيري يكون الأنسان رمزه وواقعه ..فالنسوة اللائي يشاهدهن وهن في تيه النزوح ينتظرن من يخلصهن. والرجال أثناء العمل وهم يتجمعون  بطرقات المدينة إو الجلوس يوحي كل ذلك

بالخلاص وبزوغ فسحة من الأمل. .

ومن جانب أخر أجد أن الفنان خليف محمود المحل. قد تأثر أيضاً بحركة الأنطباعيين الذين خرجوا من ستوديوهات التصوير ألى رسم الطبيعة مباشرة...ويبدو هدا واضحاً في معالجاته في دراسة الضوء وأنعكاسه وتأثيره على اللون والشكل من ناحية أخرى ،وتكشف أعمال خليف محمود بأعتبارها متأثرة بالمرحلة السبعينية للتشكيل العراقي عن جانب نفسي جعل يعالجه الفنان من عمل ألى آخر والجانب النفسي لايظهر بالموضوعات فحسب ..وأنما عبر المعالجات الفنية والتقنية ففي الموضوعات ألتي تتخذ الأنسان أساساً لها. يجد خليف

محمود الموضوعات ألتي تنم عن مأساة أو حالة قريبة للمأساة .كذلك يلاحظ أنه يركز على الأنسان الذي يقاوم أويقلق  والذي يجسده في رسوماته عن مأساة النزوح للنساء الأيزيديات .وفي هذه الموضوعات تظهر نزعته التعبيرية. حيث يصور الأنسان في محنته وقلقه ولكنه يمنح الأنسان زخماً مضاعفاً على المقاومة. وهذا يتجسد في الجانب التقني حيث يبقى الشكل البشري متماسكاً في حالته التعبيرية. بدلاً من المبالغة أو الأنسياق ألى التشويه للتعبيرعن الحالات النفسية ..أن الفنان خليف محمود المحل يحافظ على الأنسان في كل حالاته وعندما تكون الأزمة المعالجة قد بلغت ذروتها فأنه يعتمد على التقنية في التعبير عنها وفي هذه التقنية يركز الفنان على الضوء المركز في جانب من جوانب عمله وعلى التضاد في أستخدام الألوان ولعل هذهالميزة ترتبط بالجيل الذي ينتمي أليه الفنان ولكن خليف

محمود طور هذا الأتجاه وحافظ على أسلوبه وجعل يجذٌره انطلاقاً من الوحدة بين الداخل والخارج. وبين المعادل الموضوعي بين الأفكار والتقنيات .


مشاهدات 88
الكاتب صباح سليم علي
أضيف 2025/10/15 - 1:46 PM
آخر تحديث 2025/10/16 - 1:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 387 الشهر 10651 الكلي 12150506
الوقت الآن
الخميس 2025/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير