ماذا بـعد غزة؟
محمد حميد رشيد
الان وبعد إعلان التوصل إلى موافقة (حماس وإسرائيل) على تنفيذ المرحلة الأولى من (خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط) أو قل بعد فرض الرئيس ترامب خطته للسلام على إسرائيل وحماس والعرب ماذا يحدث الان :
أوقف القتال في غزة (وقف إطلاق النار) . بعدها
ستدخل المساعدات الغذائية والادوية الى غزة بعد حصار طويل وحشي ظالم
الخاسر الاكبر (إنسانياً) الشعب الفلسطيني في غزة ؛ مئات الألوف من القتلى والجرحى تهدمت فيها غزة على رؤوس أهلها وحصار ظالم ووحشي لكل وسائل الحياة ؛ لكنهم أثبتوا صموداً أسطوريا فاق الخيال. وأدهش العالم وكسب تعاطف شعوبه!
الخاسر الاكبر (سياسياً) نتنياهو ولن يبقى في منصبه وستسقط حكومته قريباً • ولم تعد اسرائيل الدولة الديمقراطية المعتدى عليها المتعاطف معها بل اصبحت في نظر الكثير من دول العالم الدولة المجرمة الإرهابية التي سفكت دماء الاطفال والمدنيين العزل وهدمت المدن ؛ وهناك تعاطف اممي و شعبي دولي كبير ولأول مرة وبهذا الحجم مع الفلسطينيين إضافة إلى وجود تعاطف رسمي من بعض الدول الغربية لم يكن موجود سابقاً.
الفائز الاول (عسكرياً) حماس صمدت امام اسرائيل سنتين كاملتين من القتال المستمر؛ ولعل مواردها العسكرية قاربت على النفاذ ومواردها اللوجستية نفذت لذا كان الاتفاق في الوقت بدل الضائع بالنسبة لها.
حل الدولتين أصبح الخيار الضرورة بالنسبة للغرب بصورة عامة وهو خيار الدول العربية والذي سيفرض على إسرائيل . هناك ضمانات أممية لعدم خرق (نتنياهو) الاتفاق كونه ليس لصالحه ؛ ومن مصلحته استمرار القتال في غزة لحين القضاء على أهلها واحتلالها وهذا ما هو معلن في اسرائيل (ليس في غزة بريء)
سلطة فلسطينية
حل الدولتين قد يضمن لكثير من فلسطيني الشتات الرجوع الى فلسطين ؛ وهذا سيشكل واقعاً لوجستياً جديد
نزع سلاح حماس والفصائل المقاومة وتحول حماس الى حزب سياسي
مستقبل (السلطة الفلسطينية) الحالية على كف عفريت ومصيرها السقوط القريب وابدالها بسلطة فلسطينية جديدة منتخبةمن قبل الفلسطينيين
وجود سلطة اممية في غزة (تشكيل مجلس سلام انتقالي لإدارة غزة بعد الحرب) ضمان لعدم خرق اسرائيل لاتفاق السلام ويعطي حصانة أمنية لغزة ولهذه الإدارة ويمنح غزة وقتاً لإعادة الاعمار و تأسيس صندوق اممي لذلك ؛ وهي ستنتهي بتحقق حل الدولتين وهو مسار صعب وطويل لن ترضخ اسرائيل له بسهولة.
العلاقة الامريكية الإسرائيلية على ألمحك خصوصاً وان بقي ترامب مصراً على تنفيذ كل بنود خطته وفيها ما لا يروق لإسرائيل وفرضت على نتنياهو
المعارضة الإسرائيلية ستصعد الى الواجهة في المرحلة القادمة لتنفيذ خطة ترامب لإحلال السلام في الشرق الاوسط وقد تستطيع إسقاط نتنياهو .
لكن ماذا بعد المرحلة الأولى من تحرير غزة ؟ ماذا لو تجنن نتنياهو واستمر بقصف غزة ؟
هل سيستمر ترامب في مسلسل التغيير في الشرق الوسط وفي العالم الذي يحلم به ؟
وهل الخطوة القادمة هي ايران ام اوكرانيا ام سيكون هناك إعادة ترتيب أوراق دمشق ؟وما حصة العراق من هذا التغيير؟ وهل انتهت سياسة الحروب في العالم ؟ وبداء عصر الحروب الإلكترونية والاقتصادية والإعلامية والنفسية ؟
هل انتهى عصر إسرائيل؟ ليبداء عصر فلسطين ؟ وأسئلة أخرى كثيرة سنجد الإجابة عليها قريباً إن شاء الله.