حزب طالباني والدعوة مجدّداً إلى سياسات وطنية
عدالت عبدالله
لم يكن موقفًا مفاجئًا عندما أشار الرئيس الحالي للاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، وهو الابن الأكبر للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، في كلمته الخاصة بانطلاق الحملة الانتخابية لكيانه السياسي في هذه الانتخابات، إلى أن العراق هو عراقنا جميعًا، عراق كل المكونات والقوى السياسية والمجتمعية، وأن هذا البلد هو بلدنا الذي نعتز به ونحميه ونعدّه عمقًا استراتيجيًا لنا، بحيث لا نحتاج أبدًا إلى أي شكل من أشكال الاستقواء بالخارج، طالما أن بغداد هي العاصمة والحاضنة لكل عراقي.
هذه الآراء هي بلا شك مستوحاة من فكر ونهج الرئيس الراحل جلال طالباني، والتأكيد عليها مجددًا لا يأتي من فراغ، بل نابع من ديمومة جدوى تطبيقاتها في الواقع السياسي والمجتمعي للعراق، فضلًا عن تراكم خبرات قيادات هذا الحزب وإلمامهم بسبل بناء العراق على أسس راسخة وقوية قابلة للصمود والاستمرار.
إن بافل طالباني، وحزبه الذي يحمل راية هذا النهج، يُعدّان اليوم من أقرب الأصدقاء للفرقاء السياسيين في بغداد، ومن أشد المؤيدين لانتهاج سياسات وطنية والحفاظ على استقلالية القرار السياسي العراقي، وجعل بغداد عاصمة سياسية قوية في المنطقة. كما أكد هو بنفسه في كلمته حين قال: إن بغداد، رغم التدخلات والمؤامرات، تبقى – شئنا أم أبينا – مركزًا رئيسيًا لاتخاذ الكثير من القرارات المهمة والصعبة المتعلقة بالعراق والمنطقة ومصيرهما. ونحن إذ نؤمن بالتعايش، علينا أن نواصل هذا المسار الذي يمثل برنامج «مام جلال» ونهجه السياسي في العراق، وأن نتعلم منه؛ ذلك النهج الذي تجسّد دائمًا في تعزيز الهوية الوطنية، والوفاق، والتعايش، والسلام، وبناء العلاقات الوطنية المثمرة.
ولاسيما إذا ما علمنا أننا، بقدر قوتنا في بغداد، سنجعل إقليم كردستان أجمل وأفضل، فما بالك إذا كان إقليمنا، كردستان، بحاجة أساسًا إلى تدعيم موقعه وحقوقه الدستورية، ومتابعة ملفاته العالقة، إلى جانب حاجته إلى الحرية والاحترام والأمن والعيش الكريم، حتى لا يعاني أبناؤنا أكثر مما عانوا.
وعليه، فنحن – والحديث لبافل طالباني – نحمي وحدة العراق، بل يُطلب منا دومًا أن نكون كذلك، ونرى أن حل المشكلات بين الإقليم وبغداد هو خير ضمان لوحدة العراق. لذا تجدوننا دائمًا في بغداد، نطور علاقاتنا الوطنية مع القوى السياسية بمختلف توجهاتها وأيديولوجياتها، لأن مشكلات العراق، بما فيها مشكلات الإقليم، تُحلّ بنا نحن، نحن الكرد والعرب وبقية المكونات معًا، لا بالقوى الخارجية.